إنّ الاعتداء على أي طفل والتسبّب له بأذى جسدي هو تصرف غير قانوني في العديد من البلدان الأوروبية والأميركية.
تقول بيس هيربرت، الاختصاصية التي تنشط في مبادرة إنهاء العقاب البدني في إطار منظمة الصحة العالمية “إنّ القانون الحالي واضح في أن الاعتداء الجسدي على أي شخص آخر غير مقبول- في ما عدا الأطفال، أصغر أعضاء مجتمعنا وأكثرهم حاجة إلى الآخرين، إذ يسمح القانون باستخدام درجة معينة من العنف في تربية الأطفال”.
وتقول إن القانون الحالي يحمل “رسالة مربكة جداً” توحي للآباء ومقدمي الرعاية بأن العقاب البدني لربما مقبول، بينما هو لا يجدي أي نفع. وتشدد على “ضرورة حماية الأطفال من العقاب البدني وعلى حق الآباء ومقدمي الرعاية بأن يعلموا أن العقاب البدني سيؤذي أطفالهم، كما على حقهم بتلقي الدعم لكي يتبنوا أساليب تربوية إيجابية لا تعتمد على العنف”.
وتقول جوانا باريت، الرئيسة المشاركة في قسم السياسات التابع للجمعية الوطنية لمنع العنف ضد الأطفال “اتضح منذ فترة طويلة أن العقاب البدني لا يجدي نفعاً مع الأطفال ولا يعدل سلوكهم بشكل فعال”.
وتضيف “نعلم من خلال خدمة الاستشارات النفسي المخصصة للأطفال ’شايلدلاين‘ أن العقاب البدني يمكن أن يضر بصحة الطفل النفسية والعاطفية وبالعلاقة بين الوالدين والطفل. تتوفر للوالدين مجموعة واسعة من الطرق لكي يتعاملوا مع سلوك أطفالهم إنما لا يجب أن تكون ممارسة العنف ضد الطفل من بينها”.
ويقول مات باتيري، الرئيس التنفيذي لبرنامج تربية الأطفال تريبل كاي في المملكة المتحدة وإيرلندا “في ما يعني التعامل مع الحالات الصعبة، من الضروري وجود استراتيجيات إيجابية تساعد في الظروف التي تسبب التوتر. ليس من المقبول أبداً ضرب الأطفال أو إيذاءهم، سواء بدنياً أم عاطفياً والآباء بحاجة إلى إمكان الحصول على المساعدة والدعم والمعلومات لكي يحافظوا على رباطة جأشهم ويربوا الأطفال بأساليب إيجابية”.
ويضيف “تتوفر أساليب عملية كثيرة للتعامل مع السلوك الصعب باستخدام التفاهم المنطقي والعواقب البسيطة، بدلاً عن الضرب. وهذه ليست بدائل تحل المشكلة بسرعة، إذ تتطلب كل هذه الأفكار مزيداً من الوقت والجهد إنما لها فوائد كثيرة”. إذن كيف بالإمكان كيف تأديب الطفل بفعالية من دون صفعه؟
حاولوا ألا تقوموا برد فعل آني1
لا شك أن ذلك ليس سهلاً، لكن اللحظة التي تكون مشاعرك فيها جياشة أو التي يسيء فيها الطفل التصرف، هي اللحظة التي قد يقوم فيها الآباء برد فعل عنيف. وتنبه باريت إلى ضرورة “تفادي اتخاذ قرارات متسرعة في لحظة الغضب”.
ثم تضيف “قبل أن تنفعل وتتصرف، اسأل نفسك عن سبب مزاج طفلك أو سلوكه، وحاول أن تحل تلك المشكلة”.
2- عبروا بالكلام
من الضروري أن يفهم الأطفال لماذا يجب ألا يسيئوا التصرف، وعلى الأبوين شرح هذه الأسباب لهم بلطف- وليس أثناء احتدام الخلاف بينهم، بل قبل ذلك بكثير. وتقول باريت “تحدثوا إلى أطفالكم عن المكافآت كما عواقب سلوكهم، وافعلوا ذلك في وقت سابق وليس لاحقاً”.
3- أصغوا إلى أطفالكم
إلى جانب الحديث مع أطفالكم عن سلوكهم، من المهم للوالدين أن يصغيا جيداً إلى الأطفال أيضاً لكي يحاولوا أن يفهموا شعورهم وسبب سلوكهم. وكما تنصح باريت “خصصوا الوقت لكي تصغوا إلى ما يقوله أطفالكم واشرحوا لهم شعوركم”.
تقول باريت إن الأطفال ما يزالون في مرحلة تعلم طريقة التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم وتشرح بأن “كل تصرفاتهم وأقوالهم شكل من أشكال التعبير والتواصل سواء كانوا ينقلون الفرح أو الرضا أو الغضب أو خيبة الأمل”.
4-كونوا لهم قدوة
يتعلم الأطفال من والديهم، ولذلك عليكم أن تحرصوا أن يروا أنكم أنتم أنفسكم تتصرفون بالطريقة الصحيحة. وتنبه باريت إلى ضرورة أن “تكونوا قدوة لهم ولا تقدموا على تصرفات لا تريدون أن يفعلها أطفالكم”.
ويقول باتري “يتعلم الأطفال عبر تقليد تصرفات والديهم - وسيتعلمون اللطف والرحمة عندما يكون هذا المثال أمامهم. لكن عندما يتعرض الأطفال للصفع بسبب سوء سلوكهم ثم يقال لهم ’لا تتشاجروا‘ أو ’تصرفوا بلطف‘، سيشعرون بالارتباك وسيقلدون تصرفات والديهم بدل أن ينفذوا كلامهم”.
ويكمل “قد يكون من الصعب على الأطفال أن يفهموا ما يعنيه والديهم في حال اختلف القول عن الفعل”.
5-أكثروا من الثناء
أحياناً قد ينسى الوالدان أن يشيدوا بتصرفات الأطفال الحسنة ولا سيما إن كان تصرفاً صغيراً كأن يلتزموا الهدوء عندما تحتاجون إلى ذلك أو يشاركوا ألعابهم مع الآخرين. لكن باريت تشدد على أهمية “الثناء على الأطفال كلما سنحت الفرصة على كل ما يفعلونه”.
ويؤكد باتري من ناحيته أن “مدح سلوك أطفالكم الجيد وتشجيعهم عليه يأتي بنتائج أفضل بكثير على المدى البعيد من معاقبتهم على تصرفات لا تريدونها. وتبين أن مجرد قضاء الوقت مع أطفالكم والقيام بنشاطات يستمتع كلاكما بها يساعد الأطفال في تحسين سلوكهم”.
ويضيف “يتطلب المديح والدعم وقتاً أطول كما تحتاج نتائجه إلى وقت أطول لتظهر لكنه ممتع أكثر بكثير ويسهم في بناء العلاقات المحبة التي يريدها الوالدان”.
6-كافئوا السلوك الحسن
إلى جانب المديح، تشجع مكافأة السلوك الحسن الأطفال على تكرار ذلك السلوك في المستقبل. وتقترح باريت “مكافأة السلوك الحسن والتفكير في سؤالهم عما قد يعتبرونه مكافأة جيدة”.
7-كونوا واقعيين
من غير الواقعي أن تتوقعوا سلوكاً مثالياً من طفلكم كل الوقت كما يقول باتري. ويفسر “لا يصبح سوء التصرف أو عدم التعاون مشكلة سوى عندما يتكرر في أغلب الأحيان ويحدث بوتيرة كافية لكي تزيد التوتر في كنف العائلة أو تعرقل مسار العلاقات الإيجابية. لكن الإسراع في التصرف قبل أن تتفاقم المشكلات والتركيز على السلوك الجيد كفيل بإحداث فارق كبير”.
ويضيف “إن هدفكم كوالدين هو دعم أطفالكم لكي يصبحوا مستقلين بالدرجة التي تناسب سنهم والمرحلة التي وصلوها في الحياة، ويبدؤوا باتخاذ قراراتهم بأنفسهم في أبكر وقت ممكن بدل أن تظلوا أنتم المسؤولون عن كل شيء”.
8-حافظوا على الاتساق في مواقفكم
إن انتظام سلوككم - حتى عندما تشعرون بالتعب أو الانزعاج- يساعد الطفل في الشعور بالأمان وبأن عالمه يسير بحسب المتوقع كما يقول باتري. “وهذا يعني أنه يرجح أكثر أن يحترم قوانين المنزل ويفهم ما المتوقع من سلوكه”.