اعتقل النظام السوري عددا من السوريين العائدين من لبنان فيما أجبرت قواته آخرين على دفع “الإتاوات” بعد عبورهم الحدود، حسبما وثقت منظمات حقوقية سورية. وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، الأربعاء، إنها وثقت خلال الأيام الماضية اعتقال النظام السوري لـ9 سوريين كانوا عادوا من لبنان هربا من حملة القصف الإسرائيلية. ومعظم المعتقلين من محافظة ريف دمشق، وأضافت الشبكة أن عملية اعتقالهم جاءت “على خلفية التجنيد الإلزامي والاحتياطي”.
من جهته ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن قوات النظام السوري اعتقلت نحو 35 شخصا على طريق سلمية-الطبقة، بعد عبورهم الحدود اللبنانية-السورية.
وقال المرصد إن قوات النظام وجهت تهم لهؤلاء بالتخلف عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وقد تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، دون الكشف عن مصيرهم حتى اللحظة. ومنذ اليوم الأول لحملة القصف الإسرائيلية على لبنان فر الكثير من اللبنانيين والسوريين باتجاه سوريا عبر المعابر الحدودية.
وبلغ عددهم بين 23 و30 سبتمبر الماضي حوالي 240 ألف شخص، بحسب تقرير لـ”وحدة إدارة مخاطر الكوارث اللبنانية”.
وأوضحت الوحدة في بيان لها الثلاثاء أن من بينهم 176 ألفا و80 سوريا، و63 ألفا و373 لبنانيا.
“إتاوات”
وسبق أن وثقت منظمات حقوق إنسان محلية ودولية بينها “العفو الدولية” اعتقال النظام السوري لسوريين قرروا العودة إلى البلاد، هربا من الضغوط التي كانوا يتعرضون لها في لبنان.
وفي حين أن عمليات عودة السوريين كانت تسير على نطاق محدود وحذر، أجبرت حملة القصف الإسرائيلية الكثيرين منهم لاتخاذ قرار العودة إلى سوريا رغم الظروف الأمنية السائدة فيها.
ووفقا لمصادر نقل عنها “المرصد السوري”، فإن حواجز قوات النظام تواصل تضييق الخناق وابتزاز السوريين العائدين من لبنان ماليا، حيث تفرض رسوما تصل إلى 200 ألف ليرة سورية على كل حافلة تقلهم.
وتفرض أيضا نفس المبلغ عن كل شخص مطلوب للخدمة العسكرية.
ويتعرض كل من يرفض الدفع للاعتقال، وفق ما أكده مواطن من مدينة الرقة أجبر على دفع مبلغ قدره 3 ملايين ليرة سورية لعناصر حاجز “الفرقة الرابعة” للعودة إلى منطقته، بحسب المرصد.
وكان موقع “الحرة” تحدث مع سوريين في لبنان قبل 3 أيام، قالوا إن الكثير من الرجال باتوا يفضلون إرسال عائلاتهم من النساء والأطفال إلى سوريا دون أن يشملهم ذلك لاعتبارات أمنية.
ولا تعرف بالتحديد الوجهة التي يقصدها السوريون العائدون من لبنان إلى سوريا، وكان النظام السوري قد أعلن قبل أسبوع عن فتح “مراكز إيواء”، لكنه ربط هدفها باستقبال اللاجئين اللبنانيين.
(الحرة)