"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

إنفتاح على الأسد و"تضييق" على لبنان...يا للعجب!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 21 مارس 2023

الإنفتاح الخليجي “المتنامي” على بشار الأسد والنظام الذي يترأّسه يثير العجب، إذا جرت مقارنته بطريقة تعاطي هذه الدول مع لبنان، دولة وشعبًا!

ينطلق “التضييق” الخليجي على لبنان من أنّه ساقط تحت هيمنة “حزب الله” الذي يرهن البلاد لأجندة “الحرس الثوري الإيراني” المعادية لأكثريّة دول مجلس التعاون الخليجي، ويستعمله منصة لتهريب المخدرات إليها بهدف إفساد مجتمعاتها.

وتشترط هذه الدول الخليجيّة لإعادة العلاقات اللبنانيّة معها الى ما كانت عليه سابقًا، أن تنشأ دولة قادرة على الإمساك بسيادتها وحدودها ومؤسساتها.

لا مشكلة، بالمطلق في هذه النظرة الى ما يجب أن تكون عليه وضعيّة لبنان، لأنّها تتقاطع الى حدّ كبير مع نظرة شرائح واسعة من اللبنانيّين الذين يحلمون بدولة سيّدة وحرّة ومستقلّة.

ولكن المشكلة تبدأ، عندما تجري مقارنة أسباب “التضييق” على لبنان الذي تُضعف، أوّل ما تُضعف، القواعد الشعبيّة “السياديّة” التي يتم تفقيرها بوتيرة سريعة وتهجيرها بنسبة كبيرة وتيئيسها بنسبة عالية، بعمليّة الإنفتاح على بشار الأسد ونظامه، وذلك لأنّ تأثير “حزب الله” وسائر أذرع إيران في سوريا ليس أقلّ من تأثيرها في لبنان نفسه.

إنّ استمرار بشّار الأسد ونظامه يعود، في جزء كبير منه، إلى “الحرس الثوري الإيراني” وأذرعه، وهذا النظام ساقط، في غالبيّة ما يوصف ب”سوريا المفيدة”، تحت هيمنة هؤلاء الذين يمسكون بمعابرهم البريّة والبحريّة والجويّة، ولا يخلو أيّ تقرير مخابراتي أو عسكري أو أمني من التأكيد أنّ ميليشيات إيران في سوريا هي التي تتولّى، بالإشتراك مع الفرقة الرابعة في الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد، عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات الى الدول الخليجية عبر الأردن التي خاضت، حتى توقيع “اتفاق بكين”، حربًا حقيقيّة مع ما سمّته “عصابات إيران في سوريا”.

وبغض النظر عن أنّ النظام السوري أعجز من أن يضرب “الحرس الثوري الإيراني” وأذرعه على أياديهم، فماذا حقق هذا النظام من إنجازات حتى يستحق هذا الإنفتاح الخليجي وهذا التسويق؟

عمليًا، لا شيء!

والأدهى من ذلك أنّ فساد المنظومة السياسيّة اللبنانيّة، مهما كان كبيرًا، فهو لا يصل الى “كعب” فساد القيّمين على النظام السوري، وكذلك الحال، بالنسبة الى إجرامها وقمعها، علمًا أنّ أكبر الفاسدين وأعظم المجرمين هم من “عظام رقبة” بشار الأسد ومخابراته.

كل هذا لا يثير استغرابنا نحن فقط، بل يثير استغراب عدد من العواصم الأوروبيّة والغربية التي تطرح سؤالًا على جميع من يزعمون بأنّهم يعرفون أسرار دول الخليج: لماذا هذا التشدد في التعاطي مع لبنان الذي يبدو أنّ أسبابه سقطت في سوريا، بعدما كان قد تمّ تجاهلها من الأساس في العراق الذي تهمين عليه إيران، مباشرة في نقاط وغير مباشرة في كل مكان؟

المقال السابق
العثور على نجم البوب الروسي الذي انتقد بوتين ميتاً تحت جليد نهر الفولغا
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خاصرة لبنان الرخوة...جدًا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية