يشعر أغلب الناس بالحرج في حال التزم الصمت عند جلوسه مع الناس، وفي حال انتهى الكلام فجأة فإنه سرعان ما يشعر بالقلق وينهمك في البحث عن موضوع جديد أو مداخلة أو تعليق ليستأنف الحديث مع الحضور، حيث يعتبر أغلب الناس أن هذا “الصمت المحرج” يُشكل مصدراً للقلق.
وحاول مقال متخصص نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” الأميركي تفسير هذه الظاهرة، وقال إن ما يُعرف باسم “الصمت المحرج” غالباً ما يشكل تجربة غير مريحة للناس، وسرعان ما يحاولون تجنبها.
وقال المقال الذي كتبته الدكتورة ميشيل لينو، وهي طبيبة نفسية مرخصة في الولايات المتحدة، إن “هذه التجربة غير المريحة هي شيء يتجنبه الكثير منا غريزياً. وبالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع القلق، يمكن أن تعمل هذه اللحظات الهادئة على تضخيم التفكير المفرط والشك الذاتي”.
وتقول لينو: “في عالمنا السريع والمتصل بشكل مفرط، يمكن أن يبدو الصمت غير طبيعي. سواء كنا نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو نشارك في محادثة، فنحن معتادون على التحفيز المستمر. إن اللحظات الهادئة تقاطع هذا الإيقاع، وتتركنا وجهاً لوجه مع أفكارنا، وفي بعض الأحيان، يكون هذا هو آخر مكان نريد أن نكون فيه”.
وتشير لينو الى أنه غالباً ما يُنظر إلى الصمت في المحادثات على أنه فشل في التواصل، حيث يشعر الكثير منا بالمسؤولية عن استمرار الحوار، خوفاً من أن يشير التوقف إلى عدم الاهتمام أو الملل أو حتى الصراع، وذلك على الرغم من أنه “في الواقع فإن الصمت هو جزء طبيعي من التفاعل البشري، لكننا تكيفنا وتعودنا على ملئه”.
وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي، يمكن أن يكون الصمت أكثر من مجرد شعور بالحرج، حيث إن الصمت ليس مجرد حالة محايدة، بل إنه يُفسَّر على أنه علامة على الفشل أو الرفض، وينبع هذا الثقل العاطفي من الوعي الذاتي المتزايد والخوف من التقييم الذي يصاحب القلق الاجتماعي غالباً، بحسب ما تقول الخبيرة النفسية.
وتخلص الطبيبة النفسية الى القول إن فهم هذه الآليات النفسية أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات فعالة لإدارة عدم الراحة المرتبط بالصمت، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي. ويمكن للتدخلات مثل العلاج السلوكي المعرفي أن تساعد الأفراد على إعادة صياغة أفكارهم حول الصمت، والحد من سلوكيات التجنب، وبناء الثقة في التفاعلات الاجتماعية.