"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

السلبطة سلاح..الأزعر!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 26 يونيو 2024

بعيدًا عن الحدود، حيث قرر “حزب الله”، بالإتفاق مع إيران، ومن دون العودة الى أيّ مرجعية لبنانية، بما فيها تلك التي تخشى على لسانها إن رفضت، فتح الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية!

بعيدًا عن كارثة الحدود، يخوض “حزب الله” هجومًا عنيفًا على اللبنانيين الذين يرتكبون “جرم” معارضة نهجه العسكري. هم لا يتظاهرون. لا يقطعون الطرق. لا يعتصمون. فقط يتكلمون. يعبرون عن آرائهم. يخرجون السخط الذي في داخلهم. يقدمون اقتراحات تبعد عنهم وعن أبنائهم وعن شعبهم وعن وطنهم الدمار والموت والنزوح والكوارث والحصار والتجويع.

هؤلاء اللبنانيون يرفضون حرب “حزب الله” ومنهج “حزب الله” وفلسفة “حزب الله” وغايات “حزب الله”.

ويقتصر رفض هؤلاء على النطق، ولم يتطور يومًا الى ما هي عليه سلوك رافضي الحرب في المقلب الآخر من الحدود، حيث التظاهرات اليومية، والمعارضات اليومية، والمقالات التهجمية اليومية.

كل يوم يطرح كثيرون سؤالًا بسيطًا: ماذا كان ليفعل “حزب الله” باللبنانيين لو أنّهم فعلوا ما يفعله معارضو الحرب في إسرائيل؟ ماذا كان قد اتخذ حسن نصرالله من قرارات لو وجد نفسه يواجه ما يواجهه بنيامين نتنياهو من معارضة على المستويات السياسية والحزبية والشعبية؟

السؤال مشروع، على الرغم من انتفاء القدرة على المقارنة، بين نتنياهو الذي يتمتع بأكثرية برلمانية أوصلته الى رئاسة الحكومة وبين نصرالله الذي لا نعرف فعلًا ماذا يمكن أن يمثل لو لم يكن يحمي تنظيمه نفسه بترسانة أسلحة “متفلّتة”، ذقنا بعض مراراتها في السابع من أيار 2008 ، والكثير من أسرارا “كواتم الصوت” على مدى سنوات وسنوات؟

معارضو “حزب الله” يكتفون بمناقشة خيارات نصرالله بالسياسة، بالقانون، بالدستور، بالمنطق، فكيف يرد هو، مباشرة أو عبر منتدبين منه الى المنابر؟

بالسلبطة!

المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان “مصدق” أنّ بياناته المخصصة لمهاجمة بكركي هي بيانات سياسية محبوكة بلغة مسيحية. “مصدق” مثلًا أنه يمكن تحميل يسوع المسيح بندقية وعبوة ناسفة وصاروخ ويستتبعه بولاية الفقيه. “مصدّق” أنّ الحزب الذي صنعه يحمي المجموعات المستضعفة. “مصدّق” أنّه لولا هذا الحزب لأصبحت نساؤنا سبايا ورجالنا عبيدًا وأطفالنا غلمانًا. “مصدّق” أن لبناننا بألف خير. وقضايانا “عال العال”. “مصدق” أننا ناكرو الجميل وحزبه صانعه. “مصدّق” أنّ الترهات يمكن أن تصنع سياسة فاتيكانية.

بالسلبطة!

محمد رعد “مصدّق” أنّه يملك الأهلية لتصنيف الناس، وفحص دمائهم، وإدراجهم في لوائح اللئام والمارقين واللاهين والمنحرفين. “مصدق” أنّه يفهم بالمواطنية. “مصدق” أنه يفقه كنه الحياة. “مصدّق” أنّه إنساني!

بالسلبطة!

دعائيو حزب الله “مصدقين” أنّ الإعلام هو منبر لتهديد حياة الآخرين إن لم ينصاعوا لإرادة سيّدهم. “مصدقين” أنّ الحقيقة هي تشويه الحقائق. والدقة هي تحريف المعطيات. وأنّ الموضوعية هي تقديس المدنّس.

والسلبطة التي يفجُر بها “حزب الله” ليست علامة قوة. القوي يستوعب المعارضة. وحده الضعيف الذي يريد أن يستر خوفه يلجأ الى الترهيب والإهانة والتهديد من أجل أن يمنع الآخر من الكلام والتعبير عن آرائه واقتراح البدائل.

يمكن ل”حزب الله” أن يلعب “بينغ بونغ” مع إسرائيل ألف سنة، ولكنه لا يمكنه أن يسكت اللبنانيين، مهما فعل، ساعة واحدة، بالسلبطة التي هي من أدوات الزعران وليست من وسائل العمل السياسي!

المقال السابق
الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل 6.5 مليار دولار كمساعدات أمنية منذ بداية الحرب
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"مشوار رايحين مشوار"!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية