أدانت المحكمة العليا في ميونيخ، الثلاثاء (29 أغسطس/آب)، امرأة ألمانية بتهم من بينها استرقاق فتاة إيزيدية في العراق، وهو ما أدى إلى وفاتها. كما اتهمتها بالتصرف بدافع ازدراء البشر.
وكانت المرأة، المنحدرة من ولاية سكسونيا السفلى، اعترفت بأنها وقفت في منزلها في العراق موقف المتفرج في صيف عام 2015، بينما كانت الفتاة التي اتخذتها هي وزوجها كجارية، تموت، وذلك بعد أن قيّد الزوج الفتاة في شمس الظهيرة المتوهجة حتى يعاقبها.
وجاء قرار الدائرة التاسعة، بعد أن أحالت المحكمة الاتحادية حكما سابقا للمحكمة العليا، في إطار استئناف الادعاء العام على مقدار العقوبة الذي صدر سابقا (السجن لمدة عشرة أعوام)، حيث كانت الدائرة الثامنة رأت في حيثيات حكمها في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أن الواقعة تمثل جريمة ضد الإنسانية من درجة أقل خطورة، إذ رأت أن الاسترقاق أدى إلى وفاة الطفلة، وهو لم تره الدائرة التاسعة في حكمها الصادر اليوم.
وانتقدت المحكمة سلوك المرأة (32 عاما) بعد وفاة الطفلة، مشيرة إلى أنها وضعت مسدسا على رأس والدة الطفلة لكي تجبرها على عدم البكاء، ورأت المحكمة أن العواقب النفسية الوخيمة التي لا تزال والدة الطفلة تعاني منها حتى الآن من عوامل تشديد العقوبة بحق المتهمة.
وكانت المحاكمة الأولى انتهت بالحكم بالسجن 10 أعوام على المتهمة، وتدعى جنيفر ف انضمت لتنظيم داعش وهي في سن الـ 23 عاما، وتزوجت من أحد مقاتلي التنظيم، وتم الزواج عن طريق محكمة تابعة للتنظيم. واحتفظ الزوجان معا بالطفلة الأيزيدية ووالدتها كجاريتين.
ويقضي زوج المتهمة السابق، الذي قيد الفتاة بالسلاسل في فناء منزلهما، حكمًا بالسجن مدى الحياة في ألمانيا عد أن أدانته محكمة في فرانكفورت بارتكاب إبادة. وقد أكدت المحكمة الاتحادية في كارلسروه هذا الحكم.
واشترى الرجل الفتاة ووالدتها، بعد أن اختطفهما تنظيم داعش، وهو مصير عانت منه كثير من الإيزيديات. وتوفيت الفتاة في آب/أغسطس 2015، حيث ارتفعت درجة الحرارة في الفلوجة فوق 50 درجة مئوية. وكان الرجل قد قيدها بالسلاسل في قضبان النافذة من يديها وقدميها معلقتان في الهواء وأصيبت بضربة شمس قبل أن يفك قيودها.