أسقطت سنة 2024 الأساطير التي تحكمت بالشرق الأوسط على مدى عقود طويلة. لم يبق معطى استراتيجي على حاله. إنقلبت الدنيا رأسا على عقب. هزمت إسرائيل “حزب الله” وأجبرته، بقوة النار، على توقيع اتفاق جرت ترجمته الميدانية، كما لو كان وقفًا لإطلاق النار من جانبه فقط، بحيث سلّم بلدات وأودية استراتيجية وقرى من دون أي قتال. وسقط النظام السوري وهرب بشار الأسد وخرج العامل الإيراني من أهم موطئ قدم، بحيث بات، للمرة الأولى، بعيدًا من الحدود مع إسرائيل، فيما انقلب الكورديور الشيعي الذي بناه بجهد عقود وبثروات طائلة، وبالًا عليه. وهذا كله، على أهميته، لا يتعدى كونه رأس جبل الجليد. وتطل سنة 2025، مليئة بآمال هؤلاء الذين عانوا على مدى العقود الآلام. في سوريا يتطلعون الى قيادة قادرة على صناعة المستقبل، بعيدًا من الديكتاتورية والأحادية والإستخدام الدولي والإقليمي. وفي لبنان، يتطلع الجميع الى انتخاب رئيس حقيقي للجمهورية، لا يكون مجرد ظل لمحور كان محطِمًا للدول وللدساتير ولمفهوم الأوطان. رئيس يقود إعادة بناء سلطة تنفيذية قادرة على الإلتزام بما تقطعه من تعهدات أمام المجتمع الدولي والعالم العربي، بحيث تنقل لبنان من “عصر المتراس” إلى زمن الدولة. التغيير بدأ في العام 2024، والجميع يتطلعون الى أن تحوّله سنة 2025 إلى وقائع!