"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الشارع اللبناني "يحشد" في إختبار أول.. مواجهات وتجاوز الشريط الشائك وقنابل مسيلة للدموع!

أنتم والحدث
الأربعاء، 22 مارس 2023

أُطلقت “الرصاصة الأولى” في الشارع اللبناني “المكبوت”، فانفجر منذرا ًبزعزعة أمنية منتظرة على خلفية “جوع”، خرج عن أطر نداءات الإستغاثة الى أرض “معركة”، تجسّدت بالإشتباكات في محيط مجلس النواب بين عدد من المحتجين والقوى الأمنية، بالتزامن مع جلسة اللجان النيابية المشتركة.

بين محاولات اقتحام السراي الحكومي وإطلاق القنابل المسيلة للدموع خلال المواجهات في ساحة رياض الصلح، مشهد “أكشن” أطلّ برأسه ممهداً الطريق أمام حراك شعبي كانت باكورته في الإختبار الأول لقدرة “المنتفضين” على الوضع المأزوم على حشد الناس في الشارع مجدداً، فالتدابير الأمنية المشددة فشلت أمام الزحف الغاضب الذي انفجر انتصاراً للقمة عيش باتت بعيدة عن متناوله.

الغاضبون في تظاهرة لحراك العسكريين المتقاعدين” و”حركة الإنقاذ الوطني” اليوم واجهوا “باللحم الحي” عناصر مكافحة الشغب المزودة بالمعدّات اللازمة لصدّهم، وهم في تحركهم الواسع الذي استقطب أعداداً كبيرة من بيروت والشمال كما الجنوب، فتحوا الباب أمام التصعيد للتحركات الأخرى المرتقبة التي يتم التحضير لها تباعاً بعد أن دقّت ساعة الصفر اليوم، لتكشف أن الأمن الممسوك بات في مهب الريح.

على وقع التدافع و”الكرّ والفرّ” وتخطي عدد من المتظاهرين الأسلاك الحديدية مع إشتداد المواجهات حيث سُجّلت حالات إغماء بين المتظاهرين بسبب إطلاق القنابل المسيلة للدموع، تم طرد النائب بولا يعقوبيان من قبل المشاركين الذين رددوا هتافات وشعارات ضد السلطة مطالبين بحقوقهم، وصوّب العميد جورج نادر سهامه نحوها بلسان المئات منهم، فقال: “يا عسكر لبنان الذين حميتم الوطن من عشرات السنوات انتم الذين حميتم الامن وبدونكم لا دولة ولا حكومة انتم امام سلطة “حرامية” تريد اكل حقوقكم ورواتبكم”، مضيفاً:“رأسنا مرفوع ببذلتنا وبعلمنا ولدينا بيان سنتلوه اليوم، وإن لم تأخذوا بمطالبنا لن تعقد جلسة مجلس الوزراء؟“.

اشارات مقلقة حول وضع متفلّت بدأ يظهر في الشوارع في لبنان من بيروت الى طرابلس ومختلف المناطق، على شكل “فورة” غضب تتصاعد، في توقيت خطير، إذ بات اللبنانيون بأغلبيتهم، يكتوون بفقرهم أو بجوعهم أو على طريق الجوعى. انها الحقيقة الأمر، التي قفزت الى الواجهة أمس مع جنون الدولار والأسعار، الذي تسبب بفوضى على الارض، وتحول شوارع لبنان إلى “قنبلة موقوتة” متنقلة، حيث اختلط فيها المعيشي بالأمني، وشهد مظاهر مسلحة محال وقطع طرق، واطلاق النار العشوائي.

لا خيار للمواطنين إلّا عبر الشارع الذي تحوّل الى “قنبلة موقوتة”، فنزلوا للمطالبة بحقوقهم بعد أن لامس الدولار الـ150 ألف ليرة قبل أن يتراجع “تكتيكياً”، فتوالت الدعوات الى التجمع على الأرض.

لن تكون المصارف بعد عودتها عن اضرابها، بمنأى عن تحركات المودعين الذين يستعدون لمعاودة نشاطهم الاعتراضي على “سرقة” جنى أعماره، بحسب جمعية المودعين التي قرّرت كما مجموعة من “ملتقى المودعين والمحامين” المضي قدماً في استهداف أصحاب المصارف لاستعادة ودائعهم منهم حيثُما وُجدوا في أماكن سكنهم أو سواها، مهما تطلّب ذلك من تضحيات حدّ الموت ورفضاً لتعاميم مصرف لبنان الظالمة، مع دعوات مؤيدة للنواب بولا يعقوبيان وملحم خلف وكل المعارضين، بغية التأكيد بأن المودع ليس الحلقة الأضعف ولن يقبل بالأمر الواقع وبهذه السرقة.

دخلت البلاد الى منحى جديد، قد يؤدي الى انزلاقها في “حرب” بين المنظومة والشعب الطامح الى انتزاع حقوقه بالقوة، على الرغم من أن خيار الشارع ليس سهلاً لديه، بعد أن كبّل الغلاء تنقلاته وخشيته مما يُخطّط له أصحاب المشاريع الفتنوية السلطوية، عبر دسّ “طابور خامس” في قلب تظاهرات مطلبية لحرفها عن اطارها الحقيقي.

المقال السابق
"إنقاذ لبنان" بين السفير السعودي ووفد "النقد الدولي"

مقالات ذات صلة

تحليل إسرائيل: نصرالله لن يستسلم واحتلال مساحة من لبنان وارد في هذه الحالة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية