أظهرت الدراسات، أن النساء أكثر تعرضًا لخطر الإصابة بكسور الإجهاد بحوالي ضعف نسبة الرجال، وذلك لعدة أسباب، منها أنّ كثافة العظام لدى النساء أقل، كما أنّ هرمون الاستروجين مهم لعملية استقلاب العظام.
من يمارس الرياضة يخاطر بالتعرض لكسور الإجهاد بسبب زيادة عبء العظام، وهذه الكسور تأتي ببطء وتدريجيا. لكن لماذا النساء أكثر تعرضا لخطر الإصابة من الرجال؟ وكيف يمكن الوقاية أو التقليل من خطر إصابة العظام بكسور الإجهاد؟
كسور الإجهاد واردة في كل الرياضات، والعظام التي تتعرّض للضغط والإجهاد هي الأكثر عرضة لهذا النوع من الكسور. ففي رياضة التجديف والغولف تكون أضلاع القفص الصدري هي الأكثر تعرّضا للكسر، وفي التنس يكون عظم المرفق أو الساعد بالقرب من الرسغ. أما في الرياضات التي تعتمد على القفز مثل كرة السلة فإن عظام القدم ومفاصل القدم والركبة هي الأكثر تعرضا لكسور الإجهاد، أما في رياضة رفع الأثقال والجمباز على الأجهزة فإن عظام القوس الفقري هي الأكثر تعرضا للخطر.
لكن أكثر كسور الإجهاد تحدث في الرياضات التي تعتمد على الجري ويقول كارستن هولاندر أختصاصي في الطب الرياضي: “إن وسائل منع الحمل يمكن أن تلعب دورا، إضافة إلى مدى تداخل المستحضرات في عملية التمثيل الغذائي”.
الوقاية:
للوقاية من الإصابة بكسور الإجهاد، يجب تأمين حاجة ا لجسم من الكالسيوم والفيتامين دال، فالكالسيوم يعمل على استقرار العظام ويقويها وفيتامين دال يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل ودمجه في العظام.
وفي حين يحصل الجسم على كفايته من فيتامين الشمس دال في الصيف فيجب إمداد الجسم بما يكفي من الكالسيوم. وكقاعدة يحصل الجسم على حاجته اليومية من الكالسيوم أي حوالي 1000 ميليغرام من خلال التغذية الصحية والتي تتضمن منتجات الحليب والخضار أو المياه المعدنية التي تحتوي على الكالسيوم.
ويحذّر هولاندر النباتيين الذين يتناولون منتجات بديلة للحليب، بعضها لا يحتوي على الكالسيوم” من عدم تناول حبوب الكالسيوم بشكل عشوائي لتعويض النقص لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى”.
التدريب وزيادة اللياقة تدريجيا ولأن كسور الإجهاد هي نتيجة لإجهاد العظام، لذلك ينصح الطبيب كارستن هولاندر بالتدريب بشكل عقلاني، ويقول: “يجب عدم زيادة العبء أكثر من 20 بالمائة أسبوعيا. ويسري هذا على كامل المسافة الأسبوعية وأطول مسافة يتم قطعها. كذلك بالنسبة لكثافة التدريب وشموليته”.
وتطبيقات اللياقة على الهواتف والساعات الذكية يمكن أن تساعد على مراقبة القدرة على التحمل. كذلك أسلوب الجري الشخصي يحدد مقدار الضغط على العظام. ويوضح هولاندر: “الخطوات الصغيرة تعتبر وقائية، وبالتالي فإن الضغط (الإجهاد) يكون أقل في كل خطوة”.
ولكن ماذا لو تعرض العظم، رغم ذلك، لكسر إجهادي؟
يقول هولاندر: “حينها تكون الأولوية القصوى لوقاية العظم المصاب، وعلى العكس من الكسور “الكلاسيكية”، فإن العظام المصابة بالكسور الإجهادية نادرًا ما تتحرّك من مكانها، لذلك لا يلجأ الأطباء إلى جبر العظم بالجبس، لا بل يمكن متابعة ممارسة الرياضة ولو بأشكال أخرى”.