يروى عن الملك تشارلز الثالث بأنه يتبع حمية غذائية صارمة وقاسية يستثني منها اللحوم أحياناً ويلتزم بروتين يومي من التمارين الرياضية المنتظمة.
وكان قصر باكنغهام أعلن أول من أمس الإثنين في الخامس من فبراير (شباط) 2024 تشخيص إصابة العاهل [البريطاني] بنوع من الأورام السرطانية، بعدما رصد فحص، خلال الشهر الماضي، تضخماً لديه في البروستات، مع أن هذا التضخم لم يكن على علاقة [بالورم السرطاني]، بعد أن تبين أنه حميد.
ومع أن الملك سيتنحى عن مهماته في الشأن العام لبعض الوقت، لا شك في أنه عاش حتى يومنا هذا حياة صحية إلى حد مذهل، فيما خلا عدد من الإصابات جراء مسيرته الطويلة في ممارسة رياضة البولو، وإصابته بعدوى فيروس كورونا مرتين خلال الجائحة.
وفي عام 2018، صدر عن “كلارنس هاوس” [المقر الرسمي لأمير ويلز] تقرير، قام بتعداد 70 تفصيلاً من حياة من كان يعرف آنذاك بالأمير تشارلز، بمناسبة عيد ميلاده الـ70، وكشف عن أن تشارلز يكتفي بوجبتين من الطعام يومياً.
وفي التفصيل [البند] رقم 20 في اللائحة الآنفة الذكر، فإن “الأمير لا يتناول وجبة الغداء أبداً”.
وفي إحدى المرات، أفاد غوردون راينر، المراسل الملكي السابق في صحيفة “تيليغراف”، بأن الملك يعتبر وجبة الغداء “ترفاً” يتضارب مع جدول أعماله كثيراً الانشغالات.
ويروي المتحدث الصحافي السابق باسمه، جوليان باين، أن “الملك لا يتناول [وجبة] الغداء، لذا، ما تعلمته منه في وقت مبكر حين مرافقته في رحلة مفاده بأن أتناول وجبة فطور كبيرة أو أن أحمل معي بعض ألواح النقرشات لأتمكن من الصمود. ويوم العمل [معه] لا هوادة فيه أبداً. ويبدأ بمانشيتات الأخبار في الإذاعة وفطور من سلطة الفاكهة والحبوب مع الشاي”.
ويقال إن الملكة يفضل كذاك الخبز المنزلي الصنع بواسطة طحين غني بالألياف مثل حبوب الجاودار والحنطة، وكذلك يفضل البيض والسلطات إلى جانب كل وجبة.
وكذلك، يمتنع تشارلز عن أكل اللحوم والأسماك يومين في الأسبوع، ويتجنب تناول الألبان والأجبان في أحد هذين اليومين، وفق ما ورد في مقابلة مع قناة “بي بي سي” في عام 2021.
وتوخياً للدقة، يقال إن البيض الرخو المطبوخ لدقيقتين أو ثلاثة فحسب، ويعرف عنه أنه يستسيغ هرسها للتتحول إلى صوص مثل المايونيز.
إضافة إلى ذلك، من المكونات الأثيرة على قلبه الفطر البري والخوخ من حديقته في “هايغروف”، إلى جانب [أسماك] السلمون والجبن والبسكويت.
وفي الشهر الذي توج فيه تشارلز ملكاً، قام ق صر باكنغهام بنشر إعلان، طلب فيه طباخاً متخصصاً بالأطباق النباتية، يقيم في القصر ويعد الوجبات لصاحب الجلالة.
بيد أن هذا الأخير أعلن أن الهدف الذي حثه على اعتماد نظام نباتي خضري متقطع مرده إلى ما يعود ذلك بفائدة للبيئة.
ويظهر الملك شغفاً كبيراً بالمنتجات العضوية، وفق ما رواه الطباخان الملكيان السابقان دارن ماكغريدي وكارولين روب لموقع “ديليش” Delish في مايو (أيار) 2023.
وفي هذا الإطار، أعلن ماكغيدي أن تشارلز بدأ يسلط تركيزه على المنتجات العضوية “حتى قبل ابتكارها”، وأيدت روب رأيه هذا، وقالت إن مزرعة الملك كانت من بين المزارع العضوية المرخصة الأولى في أرجاء المملكة المتحدة.
وإلى جانب نظامه الغذائي الصارم هذا، يسود الظن بأن الملك يلتزم بروتين قاس من التمارين الرياضية.
وفي عام 2020، أوردت صحيفة “تيليغراف” أن تشارلز ينجز مرتين في اليوم خمسة تمارين أساسية مصممة للقوات الجوية الملكية الكندية، ومعروفة باسم نظام “5 اكس بي” 5XB، مع الإشارة إلى أن برنامج تمارين هذا كان مصمماً في الأساس للطيارين الذين أرادوا ممارسة الرياضة من دون أن يجبروا على ارتياد النادي.
ومن ثم، فإن البرنامج المذكور هو عبارة عن جولة تمارين تمتد على 11 دقيقة، فيها دقيقتان من تمارين التمدد، ودقيقة من تمارين القرفصاء، ودقيقة من تمارين الظهر ورفع الساقين، ودقيقة من تمارين ضغط المعدة (بوش آب)، وست دقائق من الركض في مكان واحد، مع أداء 10 “قفزات نسر” [تمارين توازن] بعد كل 75 خطوة. \ وفي مذكراته المثيرة بعنوان “الاحتياطي”، كشف الأمير هاري عن أن الملك يقوم دورياً بتمارين يقف فيها على رأسه، وهو شبه عاري [يرتدي القليل من الملابس] ليداري الألم المزمن الذي يعاني إصاباته السابقة في رياضة البولو.
وكتب دوق سوسكس كذلك أن تشارلز يجري هذه التمارين يومياً وهو يرتدي سروالاً داخلياً وهو يقف مستنداً إلى باب أو متعلقاً بعصا كبهلواني موهوب [محترف]“.
وبدورها، كشفت الملكة كاميلا، زوجة تشارلز، عن أن الملك يعشق السير على الأقدام. وفي عام 2020، وصفت زوجها، الذي كان آنذاك في مطلع السبعينيات من عمره، بأنه “على الأرجح أكثر الرجال لياقة أعرفه بالنسبة إلى عمره”.
ومضت بالقول إنه “يسير، ويسير، ويسير”، قبل أن تضيف “إنه يذكر بالماعز في الجبال، ويسبق الجميع بأشواط”.
وقالت ختاماً إن الملك تشارلز غالباً ما يذهب في نزهات لمسافة أميال سيراً على الأقدام.
