"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الرواية السعودية ل"اتفاق بكين": هكذا بدأت الفكرة وهذه هي النتائج المباشرة

نيوزاليست
الأربعاء، 15 مارس 2023

الرواية السعودية ل"اتفاق بكين": هكذا بدأت الفكرة وهذه هي النتائج المباشرة

أفاد مسؤول سعودي، اليوم الأربعاء، بأن الزعيم الصيني شي جينبينغ عرض على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهاية العام الماضي التوسط لتحقيق مصالحة بين المملكة وإيران، مما أدّى بالنهاية إلى اتفاق إنهاء القطيعة.

وكانت إيران والسعودية أعلنتا الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 خلال شهرين، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن المحادثة الأولية بين الزعيم الصيني وولي العهد الأمير محمد بن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض في كانون الأول (ديسمبر).

وتابع أن “الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسراً بين المملكة العربية السعودية وإيران. ورحب سمو ولي العهد بذلك”، مضيفاً أن الرياض ترى أن بكين في وضع “فريد” حاليا لتوسيع نفوذها في الخليج.

وقال المسؤول: “بالنسبة لإيران على وجه الخصوص، تحتل الصين المرتبة الأولى أو الثانية فيما يتعلق بشركائها الدوليين. وبالتالي فإن النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يمكن أن يكون لديك بديل مماثل في الأهمية”.

وقد أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لمحادثات الأسبوع الماضي في بكين.

وتضمّن ذلك تبادل آراء موجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر كانون الأول (ديسمبر)، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في شباط (فبراير).

وأشار المسؤول إلى أن دور الصين يرجّح أن يساعد على صمود بنود الاتفاق، واصفاً الدولة الاسيوية بأنّها “مساهم رئيسي في أمن واستقرار الخليج”.

وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهداً لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في “الشؤون الداخلية”.

وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة، رغم توتر هذه العلاقة بسبب قضايا من بينها سجل المملكة في مسألة حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة “أوبك بلاس” العام الماضي.

وقال المسؤول السعودي: “الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية…، ونأمل بالتأكيد ألا نكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين”، مشدداً على أنّه تم إطلاع المسؤولين الأميركيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل الإعلان عن الاتفاق.

أصعب القضايا التي طُرحت

وقال المسؤول السعودي إن للصين نفوذًا على إيران وإذا لم يتم الالتزام بالاتفاق الموقع مع المملكة في بكين فستجد طهران صعوبة في تفسير ذلك.

وصرح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه بأن الصين في موقع فريد لأن علاقات استثنائية تربطها بكل من ايران والسعودية.

وأكد المسؤول أنّ “استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يعني أننا حليفان”، مشيرا الى أنّ الاتفاق النووي الإيراني لم يكن على مائدة البحث في بكين.

وأضاف أن أصعب القضايا التي طُرحت في المحادثات مع إيران كانت اليمن والإعلام ودور الصين.

خمس جلسات

وفي بكين، شهدت المحادثات بحسب المسؤول السعودي “خمس جلسات مكثفة للغاية” حول القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب في اليمن حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة فيما تدعم طهران الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأوضح المسؤول أن المحادثات أسفرت عن “التزامات ملموسة” بشأن اليمن لكنه لم يكشف عنها.

وتابع أن “إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات بدون طيار وأشياء أخرى. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير”، مضيفاً أن على إيران وقف “إمداد الحوثيين بالسلاح”، وهي تهمة تنفيها طهران.

وقال المسؤول إن الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت في تشرين الأول (أكتوبر) والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية.

وأوضح “نحن نتشارك أيضاً في حدود طويلة مع اليمن، وبالتأكيد لن نتسامح مع أي تهديد لأمننا من أي مكان. يمكن لإيران ويجب أن تلعب دوراً رئيسياً في الترويج لذلك ونأمل أن تفعل ذلك”.

وقال إن محادثات بكين شهدت أيضاً تجديد التزام الجانبين بعدم مهاجمة بعضهما البعض في وسائل الإعلام، لكنّه أشار إلى إن السعودية ليست من يوجه قناة “إيران انترناشونال”، وهي قناة باللغة الفارسية مقرها لندن وتعتبرها طهران “منظمة إرهابية” وقد اتّهمت السعودية بتمويلها.

وتابع: “ليست وسيلة إعلامية سعودية ولا علاقة لها بالسعودية”، مشيراً إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ اتفاق التقارب هي اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.

المقال السابق
لماذا استقبلت روسيا بشار الأسد بهذا الشكل؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الخطوات التي وضعتها إسرائيل لحربها ضد "حزب الله"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية