دعا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي المجلس النيابيّ “للقيام بواجبه الدستوريّ الأساسيّ، وهو الالتزام بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهوريّة “قبل أيّ عمل آخر”، مؤكّداً رفضه “رهن انتخاب الرئيس لشخص معيّن أو فئة أو حزب أو مشروع”.
وإذ أشار الراعي في عظة الأحد إلى أنّ “المرشحين متوفّرين وكلّهم أكفّاء”، جدّد رفضه “البقاء من دون رئيس، فيما أوصال الدولة تتفكّك، والمؤسّسات الدستوريّة، والعامّة تتهاوى، والشعب يفتقر ويتسوّل، وقوانا الحيّة تهاجر إلى أوطان أخرى، والدستور يُنتهك”.
وأشار البطريرك إلى أنّ “الكنيسة، بحكم المسؤوليّة المعطاة لها من المسيح الربّ، تعمل في سبيل خلاص الشخص البشري ّ، خلاصاً شاملاً روحيّاً وماديّاً ومعنويّاً، وتسعى مع المسؤولين السياسيّين إلى تأمين الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ مواطن. لكنّها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتخلّف السلطة السياسيّة عن هذا الواجب”.
واعتبر أنّ الكنيسة، “كونها مؤتمنة من المسيح الربّ على الشريعة الأخلاقيّة فمن واجبها أن تحكم في صلاح الأعمال أو شرّها بما فيها السياسة بالنسبة إلى كلام الله في كتبه المقدّسة. ومن واجبها أن تخاطب ضمائر المسؤولين من دون أن تسترضي أحداً في قول الحقيقة وإدانة الباطل والدفاع عن الخير العام”.
في سياق منفصل، دان الراعي “الحرب الإباديّة الوحشيّة على قطاع غزّة، وقد تجاوز عدد الضحايا الأحد عشر ألفاً، ونصفهم تقريباً من الأطفال”، مضيفاً: “نشجب وندين التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والمستشفيات، والكنائس والمساجد بهدف طرد الفلسطينيّين من أرضهم، والقضاء على قضيّتهم بعد خمس وسبعين سنة. هذه الحرب الإباديّة الوحشيّة الخالية من أي روح إنسانيّ، والحصار الذي يمنع وصول الماء والغذاء والدواء لمليون ونصف من المهجّرين من دون سقف، يشكّلان وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب”.
وأعلن “تضامننا مع الفلسطينيّين، ونصرّ على أنّ الحلّ الوحيد، على المدى القريب وا لبعيد، هو قيام الدولتين. وإذ نعلن عن قربنا منهم، نعزّي أهالي الضحايا ونصلّي من أجل شفاء الجرحى. ونطالب المجتمع الدوليّ بفرض وقف النار والحرب بشكلٍ فوريّ ودائم، والمبادرة بمفاوضات الحلّ السياسيّ”.
وأضاف: “نتبنّى مضمون بيان قمّة الرياض المنعقد يوم أمس، آملين أن تعمل الدول العربيّة والإسلاميّة على تنفيذ بنوده، فيكون حكّامها صانعي سلام بشجاعة، ملتزمين بقرار المبادرة العربيّة للسلام التي تمّ إعلانها في قمّة بيروت عام 2002، والتي تبنّت حلّ الدولتين، كمدخل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.