لعدم تحويل الجنوب من أرض وشعب إلى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين وفي قواميس حروب الآخرين
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الجنوب هو قلب لبنان وهو في أقصى المعاناة وأصعبها”، موجهاً تحية إلى “الجنوبيين الصامدين في بلداتهم وقراهم تحت دوي القصف وإلى كل الذين فقدوا أحباء لهم ودمّرت بيوتهم والذين تشردوا لاجئين الى مناطق أخرى”.
ودعا الراعي، في رسالة عيد الفصح من الصرح البطريركي في بكركي، إلى “عدم تحويل الجنوب من أرض وشعب إلى ورقة يستبيحها البعض على مذبح قضايا الآخرين وفي قواميس حروب الآخرين، فلبنان وجنوبه هو لكل اللبنانيين الذين يقرّرون سوياً ومعاً مستقبل وطنهم وسلامه وأمنه ومتى يحارب ولأجل من يحارب”. ودعا اللبنانيين إلى “كلمة سواء تعلن وقف الحرب فوراً ومن دون إبطاء والالتزام بالقرارات الدولية وتحييد الجنوب عن آلامه من آلة القتل الاسرائيلية وإعلاء مفاهيم السلام والقيامة”.
ورأى الراعي أنّ “المجلس النيابي بشخص رئيسه وأعضائه يحرم عمداً ومن دون مبرّر قانوني دولة لبنان من رئيس مخالفاً الدستور”، سائلاً: “أين الميثاق وأين العنصر المسيحي الأساسي في تكوين الميثاق الوطني؟“.
في سياق متصل، لفت البطريرك الماروني إلى أنّ “القطاع التربوي يعاني جراء الأزمة الاقتصادية ونشهد هجرة مقلقة للأساتذة من ذوي الكفاءة والخبرة إلى الخارج وإلى مهن أخرى وهذا أمر خطير ينعكس سلباً على جودة التعليم في مدارسنا”، لافتاً إلى أنّ “هذا الأمر يوجب على الدولة الإسراع قبل الأوان بإقرار تشريعات جديدة تؤمن الاستقرار للمعلم وتضمن له حقّه في تقاعد كريم”.
وتساءل عن “الغاية من إقفال بعض الدوائر العقارية ولماذا تمعن الدولة في قهر الموظفين لديها ولماذا لا تتعامل بوضوح وبتجرّد مع قضاياهم؟”، مضيفاً: “نرى منذ 3 سنوات توقفاً شبه تام لخدمات الضمان الاجتماعي في الطبابة والاستشفاء في ظل انهيار العملة كما نرى تأخراً في دفع مستحقات مضمونين في مناطق معينة دون أخرى وهذا الأمر غير مقبول ويصل الى 3 و4 سنوات إلى الوراء”.
وعن أزمة النازحين السوريين، أشار الراعي إلى أنّ “أرض لبنان هي للبنانيين وأرض سوريا للسوريين ويكلمنا المجتمع الأوروبي وسواه عن الدمج فيما هو يقفل حدوده بوجههم فأي عنصر إيجابي للدمج؟”، وأضاف: “نقول لإخواننا ال سوريين لا تستهويكم أرض لبنان بجمالها وإمكانيات العمل فيها فتضحّوا بوطنكم سوريا وبتاريخها وحضارتها وتقاليدها فلا تتركوها للعابثين بها”.
واعتبر أنّ “لبنان بدأ يفقد جوهر هويته وفقد حياده الإيجابي الناشط ودخل رغماً عنه في صراعات وحروب إقليمية ودولية لم تكن لصالحه ولصالح أبنائه، وهذا الحياد ليس مستحيلاً بل هو ركيزة قيام لبنان الجامع”.
وختم الراعي، قائلاً: “نريد لبلدنا الحياد الإيجابي الناشط أو التحييد الفاعل وهو من جوهر هويته وليس اختراعاً بل تجربة عشناها”. الكلمات الدالة