بعد نضال سلمي طويل، وفي ضوء تهافت النظام السوري أمام القوى المعارضة المسلحة، تحررت السويداء من قبضة بشار الأسد وجيشه وأمنه.
وكالعادة، زعم الجيش النظامي السوري، في تبرير اندحاره في السويداء، أنه أعاد انتشاره وتموضعه في السويداء كما درعاوأقام طوقا دفاعيا وأمنيا “قوي ومتماسك “.
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة، فجر السبت، سيطرتها على مدينة درعا بالكامل.
وكانت المعارضة المحلية قد تقدمت في عشرات البلدات والقرى والمدن، من بينها بلدة بصر الحرير ومدينة نوى ومدينة إنخل وبلدة محجة، بعد انسحاب قوات جيش النظام السوري من الحواجز والمقرات العسكرية بشكل كامل.
ودعت المعارضة جيش النظام وأجهزته الأمنية في محافظة درعا إلى الانشقاق الفوري، بالتزامن مع تحقيقها تقدما ميدانيا كبيرا على الأرض منذ ساعات الصباح الأولى، وفقا لمحافظ درعا.
وكانت تنظيمات مسلحة محلية، قد أعلنت الجمعة، تمكنها من السيطرة على مبنى قيادة الشرطة في مدينة السويداء السورية.
وتُعد سيطرة المعارضة المسلّحة على مدينة درعا خطوة كبيرة، فيما يتحدث مراقبون عن “اقتراب المعارضة من العاصمة دمشق”، وهو نفس الأمر الذي لفت إليه الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية أخلت مواقعها في محافظة القنيطرة عند الحدود مع إسرائيل، السبت، لتنضم الى مناطق باتت خارج سيطرة السلطات في غضون أيام إثر هجوم غير مسبوق للفصائل المعارضة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس”، إن القوات الحكومية أخلت مواقع ونقاطا عسكرية وأمنية، بينما غادر العاملون في المؤسسات الحكومية “لتصبح المحافظة الواقعة عند الحدود مع إسرائيل خالية لأول مرة من الجيش السوري.
والمرصد السوري لحقوق الإنسان مقره في بريطانيا، لكنه يعتمد على شبكة من المصادر الميدانية على الأرض في سوريا.
كما أفادت “رويترز” نقلا عن مصادر درزية، السبت، بسيطرتها على معظم قواعد الج يش بمحافظة السويداء جنوبي سوريا على الحدود مع الأردن.
وظلت قاعدة خلخلة الجوية الواقعة شمالي عاصمة المحافظة في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية تحت سيطرة الجيش، حيث تعيد القوات تجميع صفوفها.
وأضافت المصادر أن مقر وحدة القوات الخاصة التابعة للجيش السوري في المدينة شهد وقائع انشقاق جماعية.
وقالت المصادر إن المئات من جنود الجيش السوري يحتمون الآن في أماكن تابعة للطائفة الدرزية.
جاء ذلك بعد سيطرة الفصائل المسلحة في وقت سابق السبت على مدينة السويداء مركز المحافظة.
والجمعة، أمهلت المعارضة المسلحة في السويداء، الجيش السوري 24 ساعة للانسحاب من المحافظة.
