كان لافتا للانتباه اليوم ان عاموس هوكشتاين وفي نفي ان يكون “يفاوض” في اسرائيل اعلن انه موجود في واشنطن
نشرت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي التقرير الآتي:
“على خلفية المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول عملية التسوية في الشمال وقبل يوم واحد من وصول المبعوث الاميركي الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ، علم أن القدس تحاول التوصل إلى صفقة شاملة مع الأميركيين، والتي بموجبها مقابل إلغاء توسيع العملية البرية في لبنان، ستدعم الولايات المتحدة حظرا بحريا وبريا وجويا على لبنان ، بطريقة تمنع إعادة بناء حزب الله وتسليحه عسكريا.
ويقود المفاوضات بشأن الصفقة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.وطلب مكتب ديرمر، بعد تأخير دام يوما في طلب التعليق، عدم التعليق.
ولا تنكر المؤسسة الأمنية أن المناورة المحدودة في جنوب لبنان تقترب من استنفاد نفسها، مع تحقيق الإنجاز المطلوب: القضاء على القدرة على إطلاق الصواري خ المضادة للدبابات على البلدات الشمالية، وتحييد خطر الاجتياح، الذي قد يؤدي إلى عودة آمنة للسكان إلى منازلهم.
ولهذا السبب بالتحديد، تطالب إسرائيل وتنوي الإصرار على ذلك كشرط أنه في أي انتهاك سيكون لديها القدرة والحرية للهجوم من أي مكان (من البر والبحر والجو). ويمكن القول أيضا إن الاتصالات التي يحاول الأميركيون أن تؤتي ثمارها تشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، حيث سيتم الاتفاق على تفاصيل الترتيب الكامل وآليات التنفيذ والقرارات اللازمة على المستوى الدولي من أجل إنشاء نظام جديد سيكون أكثر فعالية من القرار السابق 1701، الذي تم الدوس عليه بعد وقت قصير من إنشائه”.
صحيفة “حزب الله” ( الأخبار) تولت الرد على ما تقترحه إسرائيل، ونشرت الآتي:
“رأت مصادر ديبلوماسية أن ما سرّبته القناة «يعني نسفاً للجهود التي تدّعي الولايات المتحدة أنها تقوم بها للضغط في اتجاه وقف إطلاق النار»، مؤكدة أنه «يستحيل أن يقبل لبنان بذلك، لأنه يعني فرض حصار على لبنان للقبول بوقف إطلاق النار، وهذا جنون». ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يعني أن «هوكشتين قد لا يزور لبنان»، مشيرة ألى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغَه في زيارته الأخيرة أنه في حال لم يكن هناك تطورات جدية تؤكد وجود نية إسرائيلية لوقف إطلاق النار فلا داعي لمجيئه إلى بيروت». ويمكن فهم ما سرّبته القناة الإسرائيلية على كونه مؤشراً على اتجاهين: إما أن العدو الإسرائيلي يرفع سقف شروطه إلى الحدّ الأقصى، بعدما استعاد حزب الله زمام المبادرة في الميدان، ما يسمح له بفرض شروطه الأخرى المتعلقة بآليات تنفيذ القرار 1701، محاولاً الالتفاف على الضغط الأميركي حتى تاريخ الانتخابات ليعرف مع أيّ إدارة سيتعامل، وإما أن إسرائيل ليست في وارد وقف الحرب نهائياً؛ أقله في المدى المنظور، وخصوصاً أنها ترى أنها لم تحقق كل ما تريده. وعبّر عن هذا الاتجاه مكتب نتنياهو الذي أكد أن «لا تراجع عن القتال في لبنان قبل ضمان خروج حزب الله من الجنوب»، مشيراً إلى أن «التقارير عن اتفاق مع أميركا لمنع توسيع القتال في لبنان محض خيال». وأشار نتنياهو إلى أنَّ «إسرائيل قوية وستكون أقوى من ذي قبل (…) إسرائيل تعرضت لضربة قاسية لكنها لم تركع، والرد سيكون بحرب تغيّر وجه الشرق الأوسط».
ونقل زوار عين التينة عن الرئيس بري قوله إن «التسريبات تذكّرنا بما شهدناه على مدار عام من مراوغة إسرائيلية في المفاوضات مع غزة حين كانَ نتنياهو يسارع إلى إفشالها كلما شعر بإمكانية التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «ما سرّبته القناة العبرية صحيح في جزء منه، وقد اقترحه هوكشتين وخصوصاً في ما يتعلق بهدنة مدتها 60 يوماً، لأنه كانَ مقتنعاً بأن لا جدوى لأي مفاوضات تحت النار». وهو كان يسوّق بأن القبول بالهدنة «يمكن أن يكون ورقة للضغط على بري للموافقة على البنود التي طرحها الموفد الأميركي كآلية لتنفيذ القرار 1701، وهي أصلاً في غالبيتها مرفوضة».
وأضاف زوار رئيس المجلس أنه يرى أن «الشرط الإسرائيلي المسرّب هو أول ردّ سلبي على طرح هوكشتين وهو غير واقعي، فليست إسرائيل في موقع قوة يتيح لها فرض الشروط ما دامت المعركة مستمرة ووضع المقاومة في الميدان جيد جداً».