"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

القهوة منزوعة الكافيين... هل تسبّب السرطان؟

نيوزاليست
الخميس، 2 مايو 2024

القهوة منزوعة الكافيين... هل تسبّب السرطان؟

أفادت “إدارة السلامة والصحة المهنية” أنّ مادة كيميائية رئيسية، هي كلوريد الميثيلين تستخدم في عملية نزع الكافيين قد تسبّب بالإصابة بالسرطان.

والمادة الكيمائية هي عبارة عن سائل لا لون له يستخدم في بعض العمليات الصناعية، منها “تجريد الطلاء، وتصنيع الأدوية، وتصنيع مزيلات الطلاء، وتنظيف المعادن وإزالة الشحوم.

وأوضحت الدكتورة ماريا دوا، المديرة الرئيسية للسياسة الكيميائية لدى صندوق الدفاع عن البيئة، إنّ كلوريد الميثيلين معروف منذ فترة طويلة بأنه مادة مسرطنة، وقد صُنّف على هذا النحو من قبل البرنامج الوطني لعلم السموم التابع للمعاهد الوطنية للصحة، ووكالة حماية البيئة، ومنظمة الصحة العالمية.

وصندوق الدفاع عن البيئة هو أحد خمس مجموعات، وراء التماسين متصلين بالأغذية والألوان المضافة أرسلا إلى إدارة الغذاء والدواء في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وسجّلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الالتماسات في جدول أعمالها للنظر فيها بتاريخ 21 ديسمبر/ كانون الأول. وقبلت التعليقات العامة على إشعار التقديم حتى 11 مارس/ آذار.

وأضافت دوا في حديثها مع “سي إن إن”: بالإضافة إلى كونه مسرطن، يمكن أن يسبب كلوريد الميثيلين أضرارًا صحية أخرى، مثل تسمم الكبد، والتأثيرات العصبية عند التعرض له بشكل أكبر، وفي بعض الحالات قد يتسبب بالوفاة”.

وتقع هذه المخاطر في سياق التعرض الخارجي الحاد لمستويات عالية من المادة الكيميائية، أو تناول المادة الكيميائية بمفردها، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

أدى ضرر المادة الكيميائية إلى قيام وكالة حماية البيئة بحظر بيعها كمزيل للطلاء في عام 2019؛ وقالت دوا إن الهيئة اقترحت في عام 2023، حظر بيعه لاستخدامات استهلاكية أخرى والعديد من الاستخدامات الصناعية والتجارية. لكن الاستخدامات الغذائية التي تنظمها إدارة الغذاء والدواء بموجب القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، لا تزال قائمة.

يزعم صندوق الدفاع عن البيئة ومقدمو الالتماس أنه من خلال السماح بإستخدام كلوريد الميثيلين في الغذاء، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “تتجاهل” إضافة عمرها 66 عامًا إلى القانون الفيدرالي المسمى بشرط ديلاني، الذي يتطلب من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حظر المضافات الغذائية المثبتة. للتسبب أو الحث على السرطان عند تناوله من قبل الإنسان أو الحيوان.

وقالت دوا: “لذلك، لا يمكن ولا ينبغي اعتبار هذه المواد الكيميائية آمنة على الإطلاق”.

وأفاد متحدّث باسم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في بيان، أن الوكالة تراجع حاليًا الالتماسات، لكنها لا تعلّق عليها أثناء مراجعتها.

ما نعرفه عن كلوريد الميثيلين

لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لائحة واحدة تسمح باستخدام كلوريد الميثيلين كمذيب في عملية نزع الكافيين من القهوة، وتنص على أن “بقايا كلوريد الميثيلين يجب ألا تتجاوز 10 أجزاء في المليون (0.001٪) في القهوة المحمصة منزوعة الكافيين، وفي مستخلص القهوة القابلة للذوبان منزوعة الكافيين (قهوة سريعة التحضير)“.

وقال متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لـ “سي إن إن”: “في حين أن كلوريد الميثيلين قد يشارك على نحو غير مباشر في معالجة الأغذية، كما هي الحال في إزالة الكافيين من حبوب البن، فقد تم وضع حدود للمخلفات للحد من التعرّض. لذا لا يسمح ببيع أو استهلاك أي منتج غذائي يحتوي على متبقيات كلوريد الميثيلين فوق المستوى المحدد”.

ورأى ويليام موراي، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية القهوة الوطنية، أنّ حظر القهوة منزوعة الكافيين وفق الطريقة الأوروبية، أي التي تستخدم كلوريد الميثيلين، “من شأنه أن يتحدى العلم ويضر بصحة الأمريكيين”.

وأضاف: “لا دليل على أنّ الطريقة الأوروبية منزوعة الكافيين تشكل أي خطر. في الواقع، يُظهر العدد الهائل من الأدلة العلمية المستقلة أن شرب القهوة وفق الطريقة الأوروبية منزوعة الكافيين، مماثل لجميع أنواع القهوة، ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان المتعدد، وبفوائد صحية مهمة أخرى”.

وقالت دوا إن القرار الأخير لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن استخدام المادة الكيميائية في القهوة “يعود إلى عقود مضت، ومن الواضح أنه عفا عليه الزمن”.

وأضافت: “هناك المزيد من المعلومات حول سمية كلوريد الميثيلين والمستويات التي يسبب فيها هذه السمية”، لافتة إلى أن “هذه المعلومات، بالإضافة إلى المعلومات الأحدث حول كمية القهوة التي نشربها، الأحجام المختلفة المتوفرة الآن في المقاهي، تُعتبر المفتاح لتطوير الصورة الحالية حول مدى الخطر الذي يمكن أن يشكله كلوريد الميثيلين المتبقي”.

قالت مونيك ريتشارد، اختصاصية تغذية مسجلة ومالكة شركة “نيوتريشن إن سايت”، وهي ممارسة خاصة في ولاية تينيسي، إن الكثير من الناس يستهلكون هذه الأيام كميات من المشروبات أو الأطعمة أكثر من الأحجام القياسية الأصغر، منذ عقود مضت.

وتابعت ريتشارد، غير المشاركة في الالتماسات أنه “لا يوجد حتى الآن الكثير من الأبحاث الواضحة أو الحاسمة التي تشير إلى أن تناول المستويات المتبقية في القهوة على وجه التحديد، ستسبّب السرطان أو مشاكل أخرى”.

وأضافت ريتشارد: “مع ذلك، نريد بالتأكيد أن نكون استباقيين وعلى دراية ببعض هذه الأمور. نحن نتعرض لأمور كثيرة الآن لدرجة أن أي شيء يمكننا التحكّم فيه أو طرح أسئلة حوله، وتقليل هذا التعرّض الذي قد يكون ضارًا، سيكون مفيدًا”.

ولفتت ريتشارد إلى أنّ البحث يتطور حول ما يمكن لجسم الإنسان التعامل معه من حيث الحمل السام. وتعلّم الباحثون المزيد عن التصرف الجيني والتعبير الجيني، الذي يمكن أن يوفر معلومات حول ما يمكن أن تتحمله الخلايا من حيث ايذاء الجسم.

وأوضحت: “لذلك قد لا يتعلق الأمر بما هو موجود بالفعل في قهوتك، لكن ما هي العوامل الأخرى التي تؤثر على جسمك”، مضيفة: “حتى كمية صغيرة يمكن أن تكون مدمرة بشكل كبير على المستوى الخلوي، مع مرور الوقت”.

يُستخدم كلوريد الميثيلين بشكل شائع منذ فترة طويلة في صناعة القهوة منزوعة الكافيين، لكن بعض الشركات أضافت طرقًا بديلة إلى أدواتها أو أوقفت استخدامها بالكامل.

واكتُشف مشروع العلامة النظيفة، وهو منظمة تختبر المنتجات الاستهلاكية بحثًا عن الملوثات الصناعية والبيئية المخفية، كلوريد الميثيلين في سبعة من 17 علامة تجارية للقهوة تم اختبارها.

وعلّقت دوا إن مقدمي الالتماس يعتقدون أنه “رغم أنّ مستويات كلوريد الميثيلين قد تكون ضئيلة عمومًا، إلا أنها غير ضرورية على الإطلاق لأنّ العمليات الأكثر أمانًا لإزالة الكافيين من القهوة متاحة ويتم استخدامها”. وبالإضافة إلى تعرض المستهلك بمستويات منخفضة، فإن العمال الذين يتعرضون لكلوريد الميثيلين في المصانع عرضة لمخاطر أكبر وغير ضرورية.

ما يمكنك القيام به الآن قد يستغرق قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بحظر كلوريد الميثيلين أم لا، سنوات طويلة.

وبحسب ما ذكرته دوا، إذا كنت ترغب بتجنب التعرض المحتمل لكلوريد الميثيلين، فعندما تشتري قهوة منزوعة الكافيين، ابحث عن عبوات المنتج التي تحمل علامات مثل خالية من المذيبات، أو معالجة المياه السويسرية، أو عضوية معتمدة.

وخلصت دوا إلى أن هناك بدائل خالية من الكافيين تشمل المشروبات المصنوعة من جذور الهندباء البرية،، والتين، والشعير، وإكسير الفطر، والكاكاو، والرويبوس، واليرباماتي.

المقال السابق
خبز أبيض أكثر ملاءمة للصحة..كيف ذلك؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

"هاري الأمير المفقود".. فيلم يفضح ما عاشه دوق ودوقة ساسكس

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية