تحفل مواقف المسؤولين الإيرانيين ومقالات الناطقين باسم النظام بما يمكن اعتبراه التبرؤ من إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا.
ونقدم في هذا السياق، مقالًا نموذجيًّا نشرته وطالة “إيرنا” الرسمية ووقعه حميد رضا تراقي، وجاء فيه الآتي:
العنوان
الأسد لم يتصرف بناء على توصيات طهران
المضمون
بعد الحرب الأهلية السورية، التي تمكنت خلالها حكومة بشار الأسد من مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وجماعات وتيارات المعارضة الأخرى، وتم إنقاذها من الانهيار من خلال الاستجابة لطلبها الدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كان من المتوقع أن يتخذ نظام الأسد خطوات نحو إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي. كان على دمشق أن تحل مسألة وجود الجماعات المسلحة في جميع أنحاء سوريا بعد مغادرتها هذا الوضع الحرج وعدم السماح لها بالبقاء.
ومع ذلك، فإن إعادة الإعمار الاقتصادي والدعم والتسهيلات لأولئك الذين ساعدوا الحكومة السورية على البقاء في السلطة، وإرضاء شرائح مختلفة من السكان، وإصلاح السياسة الداخلية بمعنى إقامة التواصل والتفاهم مع مختلف المجموعات العرقية ومجموعات المتظاهرين والمعارضة، كانت من بين الإجراءات التي كان من الممكن أن توفر الأرضية اللازمة لاستقرار الحكومة والحكومة.
إلا أن هذه كانت من بين التوصيات ا لتي تلقاها بشار الأسد خلال زيارته لطهران وفي لقائه مع المرشد الأعلى. على وجه الخصوص، حذر قائد الثورة من أن سوريا ستواجه تحديا خطيرا، حربا أهلية، قطعا لعلاقة سوريا مع جبهة المقاومة، وتجدد الأزمة. لسوء الحظ، لم تؤخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، ولم يتصرف بشار الأسد بناء على التوصيات كما ينبغي.
وعلى الرغم من أنه اتخذ الخطوات المناسبة لمساعدة جبهة المقاومة خلال هذه الفترة، إلا أنه كان أداؤه ضعيفا في توطيد الوضع الداخلي وتحسين الظروف الاقتصادية لبلاده. طبعا لم يكن وجود الولايات المتحدة على الأراضي السورية ونهب مواردها النفطية غير فعال في هذا الضعف. كما رأينا في التطورات الأخيرة ، كيف تمّ دعم المعارضة من الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية ، إلخ. كل هذه العوامل تضافرت ومهدت الطريق لسقوط بشار الأسد.
مما لا شك فيه أن الوضع في سوريا سيؤدي إلى أحداث جديدة في المنطقة وستكون له عواقب غير مرغوب فيها، مثل انعدام الأمن على المدى الطويل في المنطقة. دعونا لا ننسى أن ما حدث نابع من فرض آراء الغطرسة العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي المزيف، من أجل منع تدمير هذا النظام في معركة تشكلت على عدة جبهات.
كان سحب حزب الله من القتال من خلال وقف إطلاق النار ووقف ا لقتال على جبهة الجولان وإزاحة الأسد في سوريا خطوة نحو الهدف نفسه. لكن إيران وفصائل المقاومة ستتخذ بالتأكيد خطوات جادة من أجل تعطيل الخطة الأمريكية لإنقاذ الكيان الصهيوني في المستقبل، والتي تتعلق بالتطورات المستقبلية.