ابتدع “حزب الله” تعبير “النكد السياسي” ليكون لديه ما يقوله في الردّ على من نسبوا إليه “ثقافة الموت” و”نهج التدمير”.
وسرعان ما راح “حزب الله” يستعمل مصطلح “النكد السياسي” في وصف كل ما يقدم عليه من يرفضون توجّهًا اعتمده أو قرارًا اتّخذه، ليصل الأمر الى الإستحقاق الرئاسي.
وقد اعتبر النائب ابراهيم الموسوي، على سبيل المثال لا الحصر، ترشيح جهاد أزعور بالنكد السياسي، لأنّ هذا الترشيح ينبع من رفض هؤلاء الذين رشحوه ترئيس سليمان فرنجية.
وهكذا، فإنّ مصطلح “النكد السياسي” في مرحلة الإستحقاق الرئاسي، يعني عدم الرضوخ لقرار ترئيس سليمان فرنجية الذي اتخذه “الثنائي الشيعي”.
وعليه، فإنّ “الهناء السياسي” بالنسبة ل”حزب الله” يعني أن يتّخذ هو قرارًا وأن تصفّق أنتَ له، وأن يخوض هو حربًا وتقدّم أنتَ نفسك وقودًا لها، وأن يرشّح هو رئيسًا وأن تبارك أنتَ له، وأن يفسد علاقات لبنان الخارجية وأن تشيد أنتَ بحكمته.
باختصار، كل من لا يفعل ما يفعله “حزب الله” عندما يتّخذ أسياده في إيران قرارًا، يتم إدراجه في خانة “النكد السياسي” ويجري شطبه من قائمة “الهناء السياسي”.
ولو شئنا أن نعمّم مصطلح “النكد السياسي” وفق مفهوم “حزب الله”، فهذا يعني أنّ الحرية نكد والنقاش نكد والإعتراض نكد والإنتقاد نقض والديموقراطية تصبح من أساسها …مجرّد نكد!
من يستسهل اعتماد هكذا مصطلحات لا بدّ من أن يكون خريج معاهد “الغنمية” التي اعتادت أن تحوّل الإنسان الى حيوان والأوطان الى مزارع والمزارع الى مسالخ!