"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

النجدة...المجانين يهيمنون!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 6 يونيو 2024

يمكن أن يشكّل المتشددون الدينيون الى أيّ دين انتموا تحالفًا ضد هذه الإفتتاحيّة، لأنّني أنطلق فيها من قناعة رسّخها الزمن بتجاربه وأمثلته ومعطياته، بأنّ “ما حدا أحسن من حدا”، فجميع المتشددين، وإن اختلفت عقائدهم التفصيليّة، إلّا أنّ “الحتميات” تجمعهم!

باسم الدولة الإسلامية أسقط “داعش” وقبله “القاعدة”، الدماء، وباسم “المسيحية” بنى فلاديمير بوتين “قيصريّته”، وباسم الإنجيل أحرق متطرفون في الولايات المتحدة الأميركية والسويد القرآن الكريم، ودفاعًا عن “كرامة النبي” جرت محاولات اغتيال كثيرين منهم نجيب محفوظ وسلمان رشدي، وباسم تحضير الأرض لظهور المهدي تحشد “ولاية الفقيه”، والآن باسم مجيء المسيح يبتهج متطرفو إسرائيل من اليهود الأرثوذكس بالحرائق التي تلتهم غابات الجليل والقصف الذي يهجّر السكان، وباسم عودة المسيح يدعم متطرفو كثير من الكنائس المسيحية في أميركا إسرائيل وحروبها!

وفي هذه الحرب التي تقتل عشرات الآلاف في فلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران (ولو بنسب متفاوتة) يتم استحضار الله، كما لو كان هو محرّك الحروب والآمر بها والمحرض عليها وموجه صواريخها والمستفيد منها.

وبين أدبيات الحاخام يوسف الإسرائيلي وملالي إيران الذين لديهم نظراء في “حزب الله” تقاطع غريب- عجيب، ففيما يوسف يعتبر أنّ الله، استجابةً لدارسي التوراة، يحمي الجيش الإسرائيلي وليس العكس، فإنّ الملالي يعتبرون أنّ الله هو الذي يوجه الصواريخ والطائرات المسيّرة.

“مجانين الله” لم يغيبوا يومًا عن الأرض، ولكنّهم، حاليًا، بدأوا يتحكمون بمصائرنا. المآسي بالنسبة إليهم مدعاة فرح. الأرثوذكس اليهود يهللون لمصير الجليل و”حزب الله” يعتبر من يسقط منه ينضم الى قافلة “السعداء” ومرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي يعتبر نحو أربعين ألف ضحية في غزة ثمنًا طبيعيًّا للحرب.

هؤلاء المجانين باتوا يتحكمون بكل حياتنا. هذا يريد احتلال لبنان. ذاك يريد إلحاق لبنان بعباء الولي الفقيه. وذياك يريد إبادة غزة والضفة الغربية.. والحبل على الجرار!

كيف ننجو من هؤلاء؟ كيف نضع حدًا لهم؟ كيف نمنعهم من تحويل الأرض التي تعب الله في خلقها الى جحيم؟ كيف نحرر صورة الله من المتشددين؟ كيف نحب بعضنا البعض على الرغم من اختلافاتنا؟ كيف نعتبر الحرب صناعة إنسانية، ونعمل من أجل السلام والعدالة والإنفتاح والتآخي والتعاون والرفاهية والإبداع والنجاح والبحبوحة والحياة؟ كيف نتنفس؟ كيف تعود أوطاننا دولًا ولا تبقى مجرد مصحات ضخمة للمجانين؟

المقال السابق
قطر تتجه الى إعلان مبادرة رئاسية جديدة!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية