"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

النازحون السوريّون و...التجّار!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 22 أبريل 2023

في حمأة الأعياد المسيحية والإسلامية التي يفترض أن تعني للمحتفلين بها التسامح والمحبة والعطاء والتضحية وقبول الآخر، أشعل البعض، من جديد، موضوع النازحين السوريّين في لبنان، وفق معادلة “فوضويّة” تمزج العنصرية البغيضة بالإشكاليّة الحقيقية.

لا شك في أنّ موضوع النازحين السوريّين في لبنان يحتاج الى معالجة جذرية والى خطة لبنانية وإقليمية ودولية واضحة وصارمة، ولكن ممّا لا شك فيه أيضًا أنّ أكثر من يثير موضوع النازحين السوريّين لا يطمح إلى إيجاد حلّ له، بل يريد الإتّجار به من أجل استنهاض شارع تركه أو النيل من خصم ينافسه أو ليعبّر عن عقد تكبّل نفسيته.

منذ العام 2016 حتى الأمس القريب، تمّ طرح موضوع النازحين السوريّين مئات المرّات، وادّعت السلطة وأحزابها وضع خطط علاجية، ولكنّها لم تكن تُثمر إلّا تبرير اللقاءات مع أركان النظام السوري ورفع شعار “ما خلّونا”، في إشارة الى المجتمع الدولي.

في الواقع، إنّ من عمل على ملف النازحين لم يكن يعمل لحل هذه المشكلة الإنسانية والإقتصادية والمالية والسياسية، بل كان يعمل ليحل مشكلة النظام السوري مع المجتمع الدولي، بحجة أنّ عودة النازحين السوريّين الى بلادهم تحتاج الى تمويل، وبالتالي بدل أن تُدفع للنازحين السوريين الأموالُ في لبنان، ليتم رفع العقوبات عن النظام السوري وتزويده بهذه الأموال.

ويدرك الجميع أنّ المجتمع الدولي لن يرفع العقوبات عن النظام السوري ولن يسمح بتمويل أيّ من مشاريعه، إذا لم يلتزم بحل سياسي كفيل بحل الأزمة السورية من جذورها، وبالتالي إذا أوقفت الدول والمؤسسات العالمية تمويل النازحين السوريين فهذا يعني أنّهم سيبقون في لبنان ولكن من دون قدرة على توفير الحد الأدنى من الحياة، ممّا يحوّلهم الى أكبر عامل فوضى في المجتمع اللبناني.

لو كان هناك فعلًا من يريد حل أزمة النازحين، لكان الملف اليوم أقل عبئًا ممّا هو عليه، لأنّ عدد النازحين يقارب 700 ألف شخص في حين أنّ عدد السوريين الموجودين في لبنان، وفق إحصاءات “غب الطلب” يتخطى المليوني شخص.

لو طبقت السلطات اللبنانية القوانين المرعية الإجراء لما كان في لبنان أكثر من مليوني سوري، على الإطلاق، ولو كان هناك فعلًا نظام في سوريا يريد أن يعود شعبه المشرّد في مخيمات “التعتير”، لما تراكمت الكارثة، ولو كان هناك حقًا أصدقاء للنظام السوري، وليس مجرد “شركاء في الجريمة”، لكانوا أقنعوه بأن يطرح حلولًا جاذبة لشعبه مما يحفظ كرامته.

باختصار، ليس هناك في “محور الممانعة” ومن يدور في فلكه من تجّار الطائفية والعنصرية شخص واحد يريد حلّ أزمة النازحين السوريين، بل يمكنك أن تجد في أي زاوية وركن من يتاجر بمآسي مساكين سوريا وفقراء لبنان.

المقال السابق
باولا عطية/ لبنانيون يستأجرون بطاقات اللاجئين الصحيّة..والأمم المتحدة تحقق ولن تتسامح
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خاصرة لبنان الرخوة...جدًا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية