أيام على جلسة انتخاب منتظرة منذ 8 أشهر على فراغ زاد من شلل البلاد، فلبنان يترقّب بكل أطيافه ما ستؤول اليه المستجدات قبل الموعد الذي حدّده رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 حزيران، وسط خشية من تعطيل جديد قد يٌمارسه فريق “الممانعة” الذي تم “حشره” باعلان المعارضة بالتحالف مع “التيار الوطني الحر” تسمية جهاد أزعور كمرشح لمنصب الرئاسة، بمواجهة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي بات “وضعه” على المحك مع ميل الدفة لصالح منافسه.
بالتوازي مع التطورات، بدأت المعطيات تشير الى توجه لدى “حزب الله” لتعطيل جلسة الإنتخاب الرئاسية التي دعا إليها بري من الدورة الأولى عن طريق عدم تأمين نصاب الثلثين، فيما يُنتظر أن يحسم بعض النواب موقفهم خلال الساعات المقبلة، وفي السياق أكد عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك لـ”نيوزاليست” أن ” دعوة بري تنم عن حشرة لأنه لم يعد قادراً على العكس، كما أن محاولة شراء الوقت بعدم تعيين الجلسة اليوم قبل غداً بحسب ما تتطلبه الحالة الطارئة التي نعيشها بفعل الفراغ لانتخاب الرئيس وتأجيلها الى 14 الحالي، وهو ما يندرج في اطار قتال تأخيري ومناورات لفكفكة لُحمة التكتل المعارض الذي انضم اليه التيار الوطني الحر، ومحاولة التأثير على المترددين والكتل الكبيرة التي لا يزال موقفها رمادياً من أجل التحلق حول فرنجية”.
ورأى “أن الفريق الآخر أعلنها صراحة بأنه لن يسمح بوصول أزعور على لسان النائب حسن فضل الله”، لافتاً الى “الرد الأفضل على سعيهم للتعطيل والعرقلة هو التجمّع الكبير واجتذاب أكبر عدد من النواب لتكوين كتلة كبيرة تدعم أزعور، على الرغم من الضغوظ الهائلة التي تمارس”، آملاً في “أن يلتزم التيار الوطني الحر بقراره وأن لا يكون ينوي فعلاً التصويت لصالح أزعور بعدد أقل من نواب كتلته”.
واعتبر يزبك أن “اللقاء الديمقراطي سيسعى الى أن يرفع عن أزعور صفة أنه مرشح تحدٍ كما يشاع، والأكيد أنه في نهاية الأمر أن وليد جنبلاط لن يصوت لمرشح سوريا وايران في لبنان”، مشيراً الى “أن فرنجية لم يُعلن فعلياً ترشيحه ويمكنه أن يتراجع والعكس بحسب ما يراه هو مناسباً “.
وشدّد على “أن الأمور مفتوحة من جهة خط الممانعة، والأمل في أن تبقى ضمن الأطر الديمقراطية وأن لا تستفيق الشياطين لاخراج الأمور من نطاقها الدستوري”.