يحاول “حزب الله” أن يعمّم على اللبنانيّين أنّه “المقاومة”. لكنّه ليس كذلك، على الإطلاق!
“حزب الله” هو، في الواقع، “المقاومة الإسلاميّة في لبنان”، وهذا تنظيم عسكري أنشأه “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” ليكون ذراعًا له، حيث استطاع إلى ذلك سبيلًا.
و”المقاومة الإسلامية” موجودة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وحاولت أن توجد نفسها، في زمن سابق، في البحرين والكويت.
وتمارس “المقاومة الإسلامية في لبنان” أعمال المقاومة، جزئيًّا، ولكنّها لا تكرّس نفسها للمقاومة، فهي تحارب حيث ارتأى “فيلق القدس” مصلحة في ذلك، ولذلك ذهبت الى سوريا وأوفدت مستشارين ومدرّبين الى اليمن وقامت بعمليات أمنية في الكويت.
ول”المقاومة الإسلاميّة” أعداء كثر. إسرائيل ضمن اللائحة لكنّها ليست الوحيدة، إذ تضم أيضًا، وفي مرتبة الأوّلية، جميع هؤلاء الذين يتصدّون أو يمكن أن يتصدّوا لطموحات “الجمهورية الإسلامية في إيران” وطموحاتها.
ولهذا السبب، لا يمكن أن تنطق “المقاومة الإسلامية”، سواء كانت في لبنان أو غيره، إلّا بموجب ما ينطق به قائدها الأعلى، أي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران.
إنّ محاولة إضفاء صفة “المقاومة” على “حزب الله” الذي يمثّل “المقاومة الإسلامية في لبنان” تهدف الى إعطاء هذا التنظيم الإيراني وظائف وطنيّة، لتبرير التضحيات الجسام التي يتكبّدها المواطنون.
وفي لبنان، إنتهت في العام 2000 مهمّة المقاومة التي كانت تقوم بها “المقاومة الإسلامية” وهي منذ ذاك الوقت تحوّلت الى قوة هجوميّة. في 12 تموز 2006 لم تكن تقاوم محتلًا، بل هاجمت قوة إسرائيلية، كانت وراء الخط الأزرق الذي تعتبره الأمم المتحدة حدودًا مؤقتة بين لبنان وإسرائيل. وفي الثامن من تشرين الأول الماضي، لم ترد هجومًا تعرّض له لبنان، بل شنّت هجومات صاروخية على مواقع إسرائيليّة، وراء الخط الأزرق، بصفتها من مكوّنات “جبهة المقاومة” التي سهر “فيلق القدس” على إنشائها!
وعليه، فإنّ المقاومة بما هي حالة وطنية شاملة شيء و”المقاومة الإسلامية في لبنان” شيء آخر!