"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الممانعون وداء "الفخر المتجبّر"

كريستين نمر
الاثنين، 26 فبراير 2024

الممانعون وداء "الفخر المتجبّر"

يجمع المحلّلون والخبراء على أنّ الخسائر التي يتكبّدها حزب الله في الجنوب منذ دخوله الحرب نصرة لغزة، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣، أدّت إلى تصدّعات داخل بيئته على المستويين البشري والاقتصادي، وعلى الرغم من الضغوطات المحليّة والإقليمية والدولية الداعية لعدم توسيع رقعة الحرب، نرى في خطابات قادته ومحازبيه وحلفائه الكثير من التعجرف والتسلّط والنرجسية والاستهزاء، سواء في إطلالاتهم الإعلامية أو في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا، علاوة عن التخوين والتهديد والوعيد لكل من يعارض قيام هذه الحرب.

ومن المعروف أن الاستهزاء هو تكتيك معتمد لتحسين المزاج ويستخدم كتغطية على فشل ما، ويعيدنا إلى سنواتنا الدراسية حيث كان التلميذ الفاشل ليغطي عجزه، يقوم بلعب دور الكراكوز، فيستهزئ بزملائه ويتعامل بقلّة تهذيب مع أساتذته.

و يسمّى هذا السلوك “المتعجرف والفوقي” في علم النفس “الفخر المتجبّر “la fierté hubristique” (مستمد من المصطلح اليوناني hubris والذي يعني أيضًا الكبرياء والمبالغة)، وهو غير “الفخر الأصيل”، إذ يُستخدم الأول للتكيّف مع الواقع والحفاظ بشكل مصطنع على رؤية إيجابية، ويعاني أصحابه من مستوى منخفض لتقدير الذات وغالبًا ما يكونون عدوانيين ومتلاعبين وقلقين وحتى مكتئبين… بينما الأشخاص الذين ينتمون إلى الفريق الثاني (الفخر الأصيل)، يتمتعون بمستوى عالٍ من تقديرهم لذواتهم ويميلون إلى أن يكونوا انفتاحيين وودودين وخلاقين ومحبوبين ومستعدين للمشاركة في الأنشطة التطوعية…

و”الفخر المتجبّر” هو بالتحديد ما شاهدناه على سبيل المثال لا الحصر في المقابلة الأخيرة لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على قناة “الجديد” مع الزميلة حليمة طبيعة حيث جزم بأنّ “الإسرائيلي غير قادر على شن حملة بريّة على لبنان وحزب الله جهّز نفسه “لحفلة” من القصف الصاروخي بعشرات الآلاف باتجاه الأراضي المحتلة”. وتابع في سياق أخر: “حزب الله اشترى صواريخ جافلين من السوق السوداء في أوكرانيا وأنا كذلك اشتريت والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي “نصّاب”.

جميع اللبنانيين من دون استثناء يتمنون أن يكون وهاب على حق في ما يتعلّق بالقسم الأول من الحديث، ولكن الطريقة التي تحدث فيها مع الصدر المنتفخ، والذراعين الممدودتين، والرأس المائل إلى الأعلى، هو خير دليل على سلوك الشخص “الفخور المتجبّر” بحسب جيسيكا ترايسي رئيسة قسم علم النفس في جامعة فانكوفر في كندا، وتقول: “يعاني صاحب هذه الصفة من مستوى منخفض لتقدير الذات، وغالبًا ما يكون عدوانيًا ومتلاعبًا وقلقًا و حتى مكتئبًا ويسعى إلى التقليل من قيمة الآخرين”. هذا ما قام به بالتحديد عندما وصف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالنصاب.

طبعًا، لسنا هنا بصدد تحليل وهاب ولا نفسيته ولا أدائه، فلائحة أمثاله تطول، لكن لأن الشيء بالشيء يذكر، كانت مقابلته الأخيرة خير تجسيد لسلوك “الفخور المتجبّر”، وهو الذي لا يزال يصحّي نفسه من “سحسوح” قوي طاله بمجرّد أن قال في وقت سابق إن فتح جبهة الجنوب اللبناني لم تنفع غزّة بشيء فيما تعب اللبنانيون من الحرب!

المقال السابق
نعيم قاسم يطالب "الشركاء بالوطن" بـ"أقل الوفاء"
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ التقدم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان من النكران الى الإستخفاف

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية