"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

المجتمع يدفع الثمن غاليًا.. النزاع "المتفلّت" بين الأهل كارثة على "رجال الغد"!

كريستين نمر
الأحد، 20 أغسطس 2023

المجتمع يدفع الثمن غاليًا.. النزاع "المتفلّت" بين الأهل كارثة على "رجال الغد"!

بين التعب المتكرّر للأهل الناجم عن ليالي أطفالهم القصيرة، والضغوط الحياتية اليومية، وشبه انعدام الوقت لإيجاد فسحة من الحرّية الشخصية لهم، التي تبدأ بالتضاؤل شيئًا فشيئًا ما إن يرى مولودهم الأول النور، تتعرّض أعصاب الآباء والأمهات الشبّان لاختبارات عدّة شاقة، ينجم عنها سلسلة من النزاعات والمشاجرات، غالبًا ما تتطوّر إلى عنف لفظي وجسدي قد تترك أذى نفسيًا لدى المولود الجديد.

لقد أجمعت الدراسات على أنّ النزاع بين الأهل هو خطر حقيقي على الأطفال، إلا أنّ “التصرف البنّاء من قبل الأب، قد يساهم في التخفيف منه”، كما تقول كيوجي غونغ وزملاؤها من جامعة إلينوي في الولايات المتحدة الأميركية.

أما لماذا التركيز على الآباء وحدهم دون الأمهات؟

يعتقد الباحثون أنّ النزاعات الزوجية قد تنعكس بشكل سلبي على علاقة الآباء بأطفالهم إلا أنّ هذا لا يعني بالطبع أن تصرّف الأم ليس له أي أهمية.

في دراسة غونغ وفريقها حيث جرى “استجواب” الآلاف من الآباء والأمهات الذين يعيشون تحت سقف واحد، ولديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين الأربع والخمس سنوات، حيث أجابوا خلالها على عدد من الاستبيانات حول حياتهم الزوجية وأطفالهم، بيّنت نتائج الدراسة أن كلما تشاجر الآباء مع شريكاتهم، أصبحوا أقلّ حميميّة مع أطفالهم، وقد يكون السبب أنّ الغضب قد يحول دون إمدادهم بالقوّة لنقل العواطف الإيجابية لهم.

واستنتجت الدراسة أن هذا التصرّف، الذي يعتمد بشكل كبير على التفاعلات المبكرة مع الآباء، قد يؤثر سلباً على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال، كمدى استعداد الطفل على مساعدة الآخرين، ومدى قدرته على أن يكون سعيدًا، واعتبرت أنّ التأثير السلبي عليه يكون أقل بكثير عندما يتصرّف الآباء بشكل “بنّاء” خلال النزاعات، أي اعتماد النقاش ومحاولة التوصّل إلى حلّ وسطي يرضي جميع أطراف النزاع، بدلاً من التحقير أو العدوانية.

ومن هنا جاء اهتمام الباحثين بتطوير برامج سريرية وتعليمية تساهم بالتدريب على كيفية التعامل مع النزاعات بين الوالدين وعلى الحدّ من تأثيرات هذه النزاعات السلبيّة على تطوّر الطفل، بحيث خلصوا إلى أنه عندما يكون الأب مشاركًا في النقاشات العائلية بطريقة بنّاءة ومحترمة، يكون تأثيره الإيجابي أكبر على الأطفال، كما ويساهم في تخفيف الضغط الناجم عن الصراعات الأسريّة.

ووفقًا لكارين كرامر، التي شاركت في الدراسة، فإن سلوكيات الأب البنّاءة تتلخّص بالآتي: الاستماع الفعّال للطرف الآخر، التحكّم بالغضب والعدائية، التعبير عن المشاعر بشكل صحيح ومناسب، التركيز على التوصّل إلى حلول وسطى في حلّ المشاكل، الاعتذار والتصالح، تقديم الدعم العاطفي للأطفال وجعلهم يشعرون أنه مهما حصل يبقون محور الاهتمام الأول.

وتقول كرامر إنّ “هذه الدروس تكون أكثر أهمية عندما يكون الأهل منفصلين أو مطلقين، فعلى الرغم من النزاعات في هذه الحالات تكون بوتيرة أعلى، إلا أنّ عملية حلّها تكون أسهل وبالتالي أكثر فعاليّة لتنمية الطفل”.

كما أكدت على فعالية هذا “النهج البنّاء” في تحسين البيئة الأسريّة وتقديم مثال جيّد ومناسب وصحيح للأطفال حول كيفية التعامل مع النزاعات، وبالتالي يمكن أن يساعد في التقليل من الضغط النفسي الناجم عن الانفصال العاطفي لما يتركه من تأثير سلبي على تطوّر الطفل السلوكي.

المقال السابق
الفوائد ذاتها لممارسة التمارين الرياضية.. في حقنة!
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

"هاري الأمير المفقود".. فيلم يفضح ما عاشه دوق ودوقة ساسكس

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية