المهزلة الرئاسيّة!

يُدرج “الثنائي الشيعي” كلّ مرشح رئاسي منافس لرئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة، في قائمة “مرشحّي التحدّي”، ويُقرّر أن يغلق المجلس النيابي في وجهه!

ويرفض “التيّار الوطني الحر” الذي يعارض بقوة “ترئيس” سليمان فرنجية ترشيح أيّ شخصيّة، مهما كانت قريبة من خياراته، إذا أدرجها “حزب الله” في خانة “التحدّي”.

ولا يريد “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط اتخاذ موقف من المرشّح جهاد أزعور الذي سبق أن رشّحه هو على لسان “مرشده السياسي”، إذا وجد فيه “الثنائي الشيعي” مرشح تحدّ!

وجهاد أزعور الذي توافقت قوى المعارضة عمومًا والقوى المسيحية خصوصًا على التصويت له في أيّ جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الممسك بمفاتيح “ساحة النجمة” كما لو كان امبراطورًا فوق الدستور والقوانين، ليس فيه من مواصفات التحدّي سوى أنّه ليس سليمان فرنجية.

فهذا الرجل الذي عمل في الإدارة اللبنانية وأصبح وزيرًا للمالية قبل أن يختاره “صندوق النقد الدولي” مديرًا إقليميًّا فيه، يعرف أن يعمل لا أن يتحدّى، يقرأ ملفًا لا أن يقيم العوائق، يبني الجسور لا أن ينصب المتاريس، يتقن لغة العالم التي يحتاج لبنان الى التواصل معه لا أن يجيد النكايات والحماقات والشتائم، يؤمن بالعلم ويشبك يديه بأصحاب الإختصاص لا أن يمضي وقته في الموافقة الآلية على ما يـُتلى عليه من أمور لا يفهم منها حرفًا.

عمومًا، لا يحب أهل التحدّي شخصيات مثل جهاد أزعور، ولكنّ ظروف لبنان ومعطياتعه جعلته يشبك عقول وقلوب هؤلاء الذين لا قدرة لهم على تحقيق “اهدافهم السامية”، فقدّموا الى الرئاسة “حمامة” وأقفلوا على “الصقور”… كلّ الفرص.

ومع ذلك، فجهاد أزعور لا يعجب “الثنائي الشيعي”، لأنّ قرار هذا الثنائي واضح: لا نهتم إن كان رئيس الجمهوريّة الجديد يفهم، ما يهمّنا هو أن يفهم علينا حصرًا!

ولأنّ جهاد أزعور يمكنه أن يفهم على الجميع وليس على “الثنائي الشيعي” حصرًا تحوّل الى مرشح تحدّ!

ما أبشع هذا الزمن الذي لا يحاول فيه حملة السلاح “تركيع” الدستور فحسب بل أن يدفعوا بالجميع الى إطلاق رصاصة في صدغه، أيضًا!