اختار محور الممانعة اللعب على الوقت لاشعال فتيل معركة “مخيم عين الحلوة” حيث وجّه الضوء الأخضر الى أدواته التي يستخدمها فيه لتأجيج الوضع، عشية وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، لتطلق المجموعات الاسلامية شرارة العصيان مجدداً برفض الامتثال للقانون والمضي قدماً في مخطط “تدمير” حركة فتح مع المخيم.
لجأ الممانعون الى استخدام ورقة المخيم في لعبة مكشوفة لتحسين شروط التفاوض المحلية كم الإقليمية، فطهران تسعى الى ايصال رسائلها عبر صندوق البريد اللبناني الفلسطيني، وبالتحديد عبر المخيم الذي بات اليوم ساحة تدور في فلك طهران التي تجهد عبر أزلامها الى تأجيج الوضع بما تقتضيه مصلحتها، علّها تفلح في اقتناص تسوية على وقع نزف الدماء.
بعد هدوء حذر دام قرابة شهر إثر المواجهات الدامية التي شهدها مخيم عين الحلوة، انهارت الهدنة يوم أمس مع تسجيل اشتباكات بين الحركة والفصائل التي رفضت تسليم المطلوبين، ما أدى الى نزوح كثيف للعديد من السكان نتيجة اشتداد أواصر المعركة جراء تمرد المجموعات المسلحة على ما اتفق عليه.
أتت التطورات بعد أن كلفت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في القوة الأمنية التي تضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في المخيم بالعمل على تنفيذ المهام الموكلة إليها وذلك بعد انقضاء المهلة التي كانت قد حُددت لتسليم المشتبه بهم في اغتيال القيادي في “حركة فتح” قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا أبو أشرف العرموشي ورفاقه.
ميدانياً، يسود الهدوء الحذر بعد جولة جديدة من الاشتباكات شهدها صباح اليوم على محاور البركسات - حي الطوارىء ، وحي الطوارئ – بستان القدس، واتسعت دائرتها لتشمل ايضا عمق المخيم واستخدمت في الاشتباكات مختلف الأسلحة الثقيلة والرشاشة .
وطاولت قذائف صاروخية صباحاً بعض أحياء مدينة صيدا فسقطت احداها في سراي صيدا وأخرى فوق مبنى في شارع دلاعة وثالثة في محيط نادي الضباط، ورابعة في حرم جمعية رعاية اليتيم كما سقطت قذائف في محيط المخيم وعند مدخل مخيم المية ومية شرق مدينة صيدا . كما طال الرصاص الطائش عددا من احياء المدينة وبعض الطرقات الرئيسية وخاصة أوتوستراد الجنوب ما حدا بالقوى الأمنية الى قطعه من الأولي شمالا الى الحسبة جنوبا حفاظا على سلامة العابرين وتم تحويل السير الى الطريق البحرية . فيما وشهد المخيم ومنطقة التعمير المزيد من النزوح من قبل الاهالي باتجاه مدينة صيدا. ووصل عدد كبير من العائلات اللبنانية والفلسطينية النازحة من التعمير والمخيم الى باحة بلدية صيدا.
وأسفرت الجولة الجديدة من الاشتباكات عن سقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال ومسعفون من الدفاع المدني الفلسطيني تم نقلهم الى مستشفيات صيدا للمعالجة .
وعلى اثر تجدد الاشتباكات اتخذ الجيش اللبناني إجراءات امنية مشددة عند مداخل المخيم وفي محيطه، وجددت هيئة ا لعمل الفلسطيني المشترك دعوتها الطرفين المتقاتلين للالتزام بوقف اطلاق النار .