"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

المفتي الذي يستغلّه "الثنائي الشيعي" شرّ استغلال!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 7 يونيو 2023

يضع “الثنائي الشيعي” المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في مواجهة “منبريّة” مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.

ويتولّى قبلان التعبير عن مكنونات هذا “الثنائي” الذي يريد أن يواجه مسؤولًا دينيًّا بمسؤول ديني آخر، معتقدًا بأنّ ذلك يبعد المسؤولية عنه في مسار يهدف الى المس بالسلم الأهلي.

ولكنّ هذا التكتيك الذي يعتمده “الثنائي” الشيعي غير موفّق على الإطلاق، بحيث يكشف عن وجهه البشع، من دون أن يؤدّي الى أيّ نتيجة، فمقام الراعي مختلف كليًّا عن مقام قبلان.

وهذه النظرة التمييزية الى المقامين لا تعود الى أنّ المنصب الديني الماروني أرقى من المنصب الديني الشيعي، بل الى أنّ مرجعية البطريرك الراعي مستقلة سياسيًّا في حين مرجعية قبلان السياسيّة مسلّم بأنّها محصورة ب”الثنائي الشيعي”.

فالبطريرك الراعي لا يتبع سياسيًّا لأيّ قوة مارونية بل هو مرجعية في ذاتها، وهي تتخذ مواقف يمكن ان ترضي القوى السياسية ويمكن أن تثير غضبها، في حين أن المفتي قبلان لا ينطق إلّا بإرادة “الثنائي الشيعي”.

ولهذا، فإنّ ما يقوله البطريرك الراعي يبقى مرتبطًا بمقام بكركي الوطني والديني، ولكن ما يقوله المفتي قبلان ينسحب مباشرة على حقيقة تفكير “الثنائي الشيعي”.

وعليه، فإنّ المواقف التصعيدية والتقسيمية والتهديدية التي ينطق بها المفتي قبلان لم يكن ليوليها أحد أيّ اهتمام لو لم تكن، بالنسبة للجميع، جزءًا من خطة دعائية يعتمدها “الثنائي الشيعي”.

إنّ مواقف البطريرك الراعي قد ترضي هذا وتغضب ذاك، ولكنّها نابعة من مرجعيته. لو كان “الثنائي الشيعي” يخشى فعلًا على لبنان ووحدته لما ضحّى بمقام المفتي الجعفري ولتولّى هو، بأسلوب سياسي مدروس، الرد على مواقف بكركي.

ولكن، ما العمل إذا كان دعاة إلغاء الطائفية السياسية في لبنان هم أكثر اللبنانيّين استثمارًا للطائفية!

المقال السابق
اليوم تكوّن "الخارجية" فكرة عن ملف السفير اللبناني في فرنسا
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

حماقة "حزب الله" الإستراتيجية!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية