"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

اللبنانيون "مشغولون" بالذهب.. "للصيف والضيف وغدرات الزمان"!

أنتم والحدث
الاثنين، 10 أبريل 2023

يحتل اللبنانيون الصدارة في “البراعة” باستغلال الأزمات، وتجييرها الى “تجارة” بجنون منها الأرباح، فكما أبوابهم مفتوحة للتأهيل والترحيب بالضيوف والأحباب، فهي مشرّعة أمام “البزنس” للوقوف بوجه غدر الزمن، فـ”القرش الأبيض” لم ينفع في أيامهم السوداء، فبحثوا بين حيلهم على مخرج يحميهم من تقلّبات في الجحيم حيث اكتووا بنار فساد نظامين سياسي ومالي حرمهم من جنى أعمارهم الذي تبخّر و”ذهب ولن يعود”.

لم يُلدغ الموطنون من الجحر مرتين، فلجأوا الى مصارفهم الذاتية لتخزين ما “سُمح” لهم بسحبه من البنوك التي أفرجت بـ”القطارة” عن نسبة صغيرة من الودائع، واختاروا “الأمان البيتي” بديلاً عن “نهب رسمي” جعلهم يفقدون عقولهم مع ليراتهم، وباتت الثقة بين الطرفين “معدومة”.

أزاح الدولار الليرة اللبنانية بـ”ضربة قاضية” لم تُساعده في مواجهة موجة شراء الذهب في لبنان في ظل الثقة المفقودة بالقطاع المصرفي، فوتيرة الطلب ارتفعت خلال الفترة الأخيرة، وبشكل خاص على الذهب غير المشغول، على اعتبار أن “ربحه منه وفيه”.

تتربع الليرات والأونصات على عرش قائمة الطلب على المعدن الأصفر، في عملية “مزدهرة” لاستبدال العملات النقدية الورقية بما يضمن للبنانيين الذي اكتووا “بنهب” أموالهم قيمة ما تبقى منها، فسعر الليرة 450 دولار والأونصة بحدود الـ 2000، والتأرجح لن يطالها كما الدولار، فتحافظ على قيمتها ولا تخسر عند بيعها، وفق بائعو المجوهرات الذين يعزون ارتفاع الطلب الى الخشية من تداعيات افلاس بعض البنوك عالمياً، فشكلت تلك الآلية الأفضل للاحتفاظ بالأموال، كي تكون “آمنة” في ظل التطورات.

اقتناء السبائك أيضاً كان ملحوظاً من قبل الصاغة الذين باتوا “ما عم يلحقوا” على المبيع في ظل فورة “ذهبية” للسوق، فيما تحوّلت بيوت اللبنانيين “ميسوري الأحوال” الى خزائن يحتفظون فيها بما تبقى من ودائعهم التي استطاعوا سحبها من المصارف، وبين الخيار الآمن أو الأفضل، وفق الخبراء فإن الظرف الحالي يستوجب الاختيار بين الأنسب، فالأفضلية للدولار في حالة الاستخدام من قبل الناس العاديين، خصوصا أنّ سعر الذهب غير ثابت واعادة دولرة الذهب قد تشوبها الخسائر أو الخضات ولكن ليس بمستوى الدولار، أما من هم من الميسورين فبإمكانهم الابقاء على جزء من اموالهم “فريش” وتحويل الآخر المدّخر الى ذهب.

لا يمكن للخبراء الجزم بالطريقة الفضلى للإدخار، إلا أن الذهب يبقى على رأس قائمة الأمان، كنوع من الادخار الطويل الأمد، الى جانب العقارات التي تحافظ على اسهمها مرتفعة في أحلك الأزمات لتضمن لمالكيها استثمار أموالهم المحاصرة بقيود لم يعهدوها، سوى في لبنان.

المقال السابق
موشيه العاد / حزب الله و”حماس-لبنان”… عدو مشترك ومصالح متبادلة

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية