"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

اللاجئ والمغترب

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 20 مايو 2023

دخل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، تكراراً، في صدامات مباشرة مع البعثات الدولية، المهتمة بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان، ولا سيما مع السفارة الالمانية في بيروت، فهو يريد اعادة هؤلاء اللاجئين_النازحين، مهما كلّف الثمن، وهي، أي البعثات الدبلوماسية، لا توافق على هذه العودة الا اذا كانت “طوعية وآمنة”.

كانت مقاربة عبدالله بو حبيب الدائمة، ترتكز على أنّ الغرب عمومًا، والثنائي الالماني-الفرنسي خصوصاً، لا يسهّل إعادة اللاجئين_النازحين الى سوريا.

ولكنّ وزير الخارجية اللبناني، سرعان ما انتقل من رفّ الصقور الى رفّ الحمائم، بمجرد أن تلمّس، في الاعمال التحضيرية للقمة العربية، التي اختتمت اعمالها أمس الجمعة في جدة، ان النظام السوري لا يريد عودة هؤلاء النازحين_اللاجئين، بل يريد استعمالهم “ورقة ابتزاز”، لعلّه يقبض على رؤوسهم أموالاً يحتاج الى تدفقها، بحجة اعادة اعمار سوريا.

وفجأة، تحوّل خطاب عبدالله بو حبيب، فأصبح اللاجئون_النازحون الى حالة اغترابية، لا تتحمّل سوريا مسؤولية اعادتهم، مثلها مثل لبنان، الذي لا يمكن إن شاء أن يعيد مغتربيه الى ثناياه.

ما قاله عبدالله بو حبيب خطر، لأنّه بالسياسة، يعني عودة السلطة اللبنانية الى “الانبطاحية الكاملة”، في التعامل مع النظام السوري، ولأنّه من ناحية القانون الدولي، يملي على الدولة اللبنانية قائمة من الواجبات، بحق اللاجئين_النازحين يمكن ان تصل الى حدود منح الاقامات وحق العمل والجنسية.

إنّ الطبقة الحاكمة في لبنان لم تعمل في الواقع، يومًا، لإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، بل هي تبنّت دائمًا المنطق الابتزازي، الذي انتهجه النظام السوري.

تشبيه اللاجئين_النازحين، بالمغتربين اللبنانيين في العالم، كان الدليل الفاقع على أن الطبقة الحاكمة في لبنان، مجرد رجع صدى للنظام التهجيري في سوريا.

المقال السابق
ميقاتي والأشقاء "وصفر" المشاكل!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية