الإطلالة التلفزيونية الأخيرة لرئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجية أظهرت، بوضوح، أنّ الرجل يفتقد الى “القامة الرئاسيّة”، فمقارباته مجرّد تكرار لنظريات عفا عنها الزمن، وأداؤه لا يوحي بالثقة، واقتراحاته تصلح لفض مشاكل “عشائرية” وليس لإيجاد حلول لكوارث وطنيّة.
فرنجية، كما يظهر في كلّ إطلالة على الرأي العام، يبدو خارجًا من “زمن عابر”، فهو بارع في “النميمة السياسية” ولكنّه “ركيك” في حبك المعادلات السياسية، وهو يجيد النيل من خصومه السياسيّين، ولكنّه أعجز من أن يبني جسورًا متينة تردم الهوة التي تفصله عنهم وتفصلهم عنه، وهو يصلح أن يكون “قبضاي شارع” طيّبًا، ولكنه يستحيل أن يكون رئيس دولة ناجحًا.
مشكلة اللبنانيّين ليست مع سليمان فرنجيّة، فلكل إنسان الحق في تقييم نفسه وفق طموحاته وانطلاقًا من تاريخ عائلته. مشكلة اللبنانيّين تكمن، في الواقع، مع هؤلاء الذين يريدون فرضه حيث لا يصلح أن يكون.
وهذا الإستنتاج الذي يسقط ترشيح فرنجية الرئاسي لا يحتاج الى عباقرة في السياسة، إذ تكفي جولة، بعد انتهاء مقابلته التلفزيونية، على الناس العاديّين لتكتشف الرؤوس التي تهتز أسفًا.
سليمان فرنجية يفتقد الى “القامة الرئاسية” لأسباب شخصيّة وعامة. وهذا الكلام لا يخفي “تنمّرًا”، لأنّ اللبنانيّين لا يناقشون هنا مواصفات فرد في المجتمع، بل ينقبّون في مواصفات رئيس للجمهوريّة، وهذا حق يتقاسمونه مع جميع المواطنين في أيّ دولة في العالم تعتمد نظامًا انتخابيًّا.
مدير في شركة دراسات اقتصاديّة، قال لي، بعد مرور 24 ساعة على المقابلة التلفزيونية ل”مرشح الثنائي الشيعي”: لو تقدّم سليمان فرنجية بطلب للعمل في قسمي، لما كان قد تجاوز المرحلة الأولى من الإختبار.