"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الكوميديا السوداء في الكيان اللبناني!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 8 نوفمبر 2023

منذ جهّز “حزب الله” أدبياته الخاصة بحرب “طوفان الأقصى”، وجد المسؤولون السياسيّون أنفسم يمثّلون في واحد من أسوأ أفلام الكويديا السوداء، إذ إنّهم، بدل أن يكونوا أصحاب القرار أو على الأقل شركاء في صناعته، تحوّلوا الى حملة رسائل، بحيث اختلط، مثلًا، على نجيب ميقاتي موقعه الدستوري كرئيس لحكومة تصرّف أعمال رئيس الجمهوريّة “المغيّب” وموقعه التجاري كمالك لشركة “ليبان بوست”، تمامًا كما يمزج نبيه برّي بين موقعه كرئيس لمجلس نيابي يُفترض به أن يتحدّث باسم مختلف مكوّنات السلطة التشريعيّة وكرئيس ل”حركة أمل” حيث له الكلمة الفصل والطاعة العمياء!

المضحك-المبكي في هذا المزج وذاك الخلط أنّ المستوى الذي نُسمّيه، على سبيل العادة وليس من باب الدقة، “حاكمًا”، وهو العاجز عن العمل على ملء شغور رئاسي أو وظائفي أو مؤسساتي أو خدماتي، يريد أن يفرض شروطه في مسألة تستعصي على العالم، نظرًا لتعقيداتها الجيوبوليتيكيّة: وقف إطلاق النار في قطاع غزّة!

بالنسبة لهؤلاء المسؤولين اللبنانيّين ليس لديهم ما يقولونه غير ما يريده “حزب الله” أن يقولوه، فهم في معادلة الحرب والسلم، مثل أحوالهم في معادلات صنع القرار الداخلي، مجرّد “بدل عن ضائع” لا أكثر ولا أقل!

و”حزب الله” في موضوع وقف التصعيد في الجبهة الحدوديّة بين لبنان وإسرائيل، لديه شرط “بسيط”: أن تربح “حركة حماس” الحرب ضد إسرائيل!

والجالسون في مواقع المسؤوليّة في لبنان، ليس لديهم، سوى مطلب واحد من الساعين الى النأي بمصير لبنان عن مصير غزّة: أطلبوا من إسرائيل أن تستوعب “حزب الله” فلا ترد على قصفه لها بقصفها له!

هذه النوعيّة من القيادات السياسيّة، بعرف العلم، تجلب الخراب، وفي الحالة اللبنانيّة، تضيف إلى الخراب خرابًا، لأنّ من يستسلم لفصيل مسلّح يسلّم مصير وطنه وشعبه للمجهول.

ولهذا السبب، على سبيل المثال لا الحصر، لا عجب إنْ كان “بيت القصيد” في زيارة آموش هوكشتاين للبنان هو المدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم، إذ إنّه، على خلاف برّي وميقاتي وعبد الله بو حبيب، صندوق بريد “موثوق” ليس لإيداع “حزب الله”، صاحب القرار الوحيد في لبنان، رسالة مختومة تحمل بحروف حمراء تمنيات وردية، فحسب بل لنقل جواب دقيق أيضًا!

مضحك ومبك في آن أن يكون موظف سابق مفيدًا في صناعة الحدث فيما يثبت المسؤولون الدستوريّون أنّهم “لزوم ما لا يلزم”!

المقال السابق
مجموعة السبع تعلن مواصلة دعمها أوكرانيا
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية