يشرع السفراء دول “الخماسية” من اليوم بتحركهم الذي يشمل جميع الاتجاهات والكتل وتبدأ لقاءاتهم اليوم برئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثم تستكمل غدا الثلثاء بلقاءات مع الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط وينتظر تحديد مواعيد اللقاءات الأخرى تباعا.
وعشية انطلاق الجولة الجديدة للقاءات السفراء الخمسة، برزت مجموعة مواقف لافتة عن عدد من القيادات المسيحية الأساسية من ملف الرئاسة كما من قضايا مصيرية أخرى بدت اشبه باستطلاع عفوي من شأنه ان يضيء على هذه المواقف والاتجاهات الأساسية .
ففي السياق الرئاسي اعتبرت “القوات اللبنانية” ان “رهان الخماسية يجب ان يكون على الممانعة لإحداث خرق رئاسي كون الممانعة هي التي تُمعن في تعطيل الانتخابات الرئاسية، فيما معظم القيادات المارونية على خلافها واختلافها لم تعطِّل جلسات الانتخاب، ووافقت على مفهوم الخيار الثالث، وتقاطعت على مرشّح ثالث، بينما الذين عطلوا نصاب الجلسات كلها هم الممانعة، والذين يحاولون فرض مرشحهم هم الممانعة، والذين يرفضون الخيار الثالث هم الممانعة، والذين يتمسكون بمرشحهم على رغم عجزهم عن انتخابه هم الممانعة، والذين يرفضون الجلسة المفتوحة بدورات متتالية هم الممانعة، والذين يتحملون مسؤولية الشغور هم الممانعة”.
واتسمت كلمة رئيس “التيار الوطني الحر” باسيل في كلمته في المؤتمر السنوي لـ”التيار” بتركيزه على الجانب الميثاقي والشراكة، فرأى أنّ “التحدي الاكبر لدى المسيحيين هو تثبيت الشراكة المتناصفة. فالطائف أكد المناصفة ولكن نريدها فعلية لا عددية، الرئيس العماد ميشال عون صحح التمثيل ولكن نريدها في كل العهود ونريد رئيسا يحمل الأمانة ولا يكون مواليا لأحد الاّ لشعبه وبلده”. وناشد باسيل “مفتي الجمهورية اللبنانية ببصيرته والقيادات في الطائفة السنية والامين العام لـ”#حزب الله” بصدقه ورئيس مجلس النواب بحكمته ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد و نجله تيمور جنبلاط بفهمهم للجبل، وكل القيادات اللبنانية ان لا يفرّطوا بالشراكة المتوازنة والمتناصفة”. وكرر طلبه الذي توجه به الى البطريرك الراعي “المؤتمن على مجد لبنان ان يجمع القيادات السياسية المسيحية ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي”، وتوجه للقيادات بالقول ” الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض؛ لا يوجد انتخابات غدا، واصلاً لا أحد يستطيع ان يلغي أحد، هذا وهم”. وشدد باسيل على ان “مسار التناحر السياسي يجب أن يتوقف والاختلاف بالرأي مسموح لا بل مطلوب والتنافس لا بل مرغوب”. وناشد باسيل “القوات والكتائب بإسم آلاف الشهداء وعلى رأسهم بشير الـ 10452 كلم²، والمردة آل فرنجية وإرث التضحيات من اجل لبنان فلنضع خطًّا احمر عريضًا تحت الوجود والشراكة المتناصفة و لبنان الكبير؛ ونبدأ من هنا”.
كما ان مواقف أخرى برزت لرئيس “تيّار المرده” سليمان فرنجيه في لقاء له مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية اذ اعتبر “أن إحترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابيّة أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض”. ولفت إلى “ضرورة أن يكون للمرشّح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وأن لا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة”. وقال “منذ ٢٠٠٥ وإسمي مطروح للرئاسة وبالتالي فإنّ الثنائي الشيعي لم يرشّحني بل هو داعم لترشيحي وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتاً ما يعني أنّ هناك ١٥ نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أمّا موقفي مع المقاومة فليس مستجدّاً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات، والكلّ يعلم أنه في ٢٠١٦ كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة لكنني لم أقبل ولست نادماً على ذلك وكنت قد أبلغت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حينها بأنني لن أنزل الى المجلس إلّا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون”. وعن رفض تيّارين مسيحيين انتخابه قال: “المشكلة أنني موجود. يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح؟” ولفت إلى “أن الرئيس عون وصل بأكثرية نيابيّة إلا أنه مارس الحكم ست سنوات من غير توافق”. وإذ أكد أن “لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على إسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً أنه في حال وصولي سيتعاونون معي” لفت الى “أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة”.