"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الخداع الإيراني!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 15 نوفمبر 2023

حقيقة “محور المقاومة” لا يمكن أن تحصل عليها لا في قطاع غزّة الشهيد ولا في لبنان المجروح ولا في سوريا النازحة ولا في العراق النازف ولا في اليمن المقسّم، إنّما في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران!

هناك، وعلى لسان أبناء النظام الموزّع بين “محافظين” و”إصلاحيّين”، تكتشف كم أنّ هذا “المحور” خادع.

“خادع” إذ طالما صوّر أنّ “جمهوريّة الملالي” كانت تتحيّن الفرصة لمحو إسرائيل عن وجه الأرض. “حركة حماس” التي سحرتها معادلة “وحدة الساحات” بعدما سهر “الحرس الثوري الإيراني” على إنشائها في مقرّات “حزب الله” في لبنان، سارعت الى إيجاد الفرصة السانحة لإيران، من أجل تحقيق شعارها العظيم، فأطلقت “طوفان الأقصى” مع كل ما يعنيه من إفلات لأقصى ما تملك إسرائيل من طاقات عسكريّة ضدّها وضد شعبها.

وجهدت “حركة حماس” في صمودها في وجه أعنف حملة عسكريّة إسرائيليّة على الإطلاق، منتظرة الفرج من إيران وأدواتها، فإذا بها، في اليوم الأربعين على عملية “طوفان الأقصى”، وهي ترى ماذا يحصل لأكبر مستشفى في غزّة ( الشفاء)، تقرأ في “رويترز” أعظم عمليّة تبرؤ إيراني منها ومن عمليّتها، وترى في الصحف الإيرانيّة الموزعة بين “المتطرفين” و”المحافظين” كيف يتبادل أهل النظام المسؤوليّات عن خداع قطاع غزّة عمومًا و”حماس” خصوصًا، بشعارات رنّانة تقاعس الحكام عن تشريفها، ولو بالحد الأدنى.

إنّ النظام الإيراني في القمة العربيّة- الإسلاميّة المشتركة، للمفارقة، وضع توقيعه على بيان لم يُغيّب ذكر “حركة حماس” فحسب بل اعترف أيضًا، بالمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل، أي أنّه أقرّ بوجودها كدولة، ووافق على الدعوة الى عقد مؤتمر دولي للسلام تنشأ بموجبه دولة فلسطينيّة تجاور دولة إسرائيل.

لقد محا هذا التوقيع الإيراني كلّ الشعارات التي دفعت بالأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى تصديق قوله بأنّ “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وتوهّم بأنّ التضحية بعشرات شبابه وببعض ذخائره على الجبهة من شأنها أن تدفع الملائكة الى التدخل في غزة فتحوّلها إلى مقبرة للجيش الإسرائيلي. وما يصح على نصرالله قليلًا يصح كثيرًا على “أقرانه” في اليمن والعراق وسوريا!

مساكين أهل غزّة، كم بدوا، وهم يتخبطون بدمائهم، مخدوعين. ومسكين كل من لا يتعلّم منهم دروسًا في الطريقة الواجبة للتعاطي السليم مع “محور المقاومة” الذي يوزّع التهم على الآخرين ويرفض حتى أن ينظر في المرآة!

لقد رسم الإسرائيليّون مستقبلًا أسود لرئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو. لم ينتظروا نهاية حرب تحظى بموافقة غالبيّتهم الكاسحة ليفعلوا ذلك، بل سارعوا إلى تبليغه بحكم مرجأ التنفيذ!

من تراه سوف يملك القدرة على محاسبة “محور المقاومة” عمومًا والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران خصوصًا، على أكبر خديعة يدفع ثمنها الفلسطينيّون كثيرًا واللبنانيّون قليلًا … حتى الآن؟

المقال السابق
نصائح للتغلّب على "الكسل الشتوي"!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية