"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الخبيث!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 18 مارس 2023

فيما كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يصدر بيانه الدفاعي عن مصادر أمواله الخاصة الموزّعة على ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ، ليختنشتاين، سويسرا، موناكو وغيرها، أطلّت صحيفة “لوموند” الفرنسيّة لتكتب، في عددها الصادر بعد ظهر أمس الجمعة، عن الجريمة الكبرى التي اقترفها هذا المسؤول اللبناني.

بالنسبة للصحيفة الفرنسيّة، كلّ اتهامات “صرف النفوذ” والفساد وتبييض الأموال، في كفّة وما وصفته بخبث رياض سلامة في كفّة ثانية، إذ إنّه، قبيل الانهيار، وفي الوقت الذي كان فيه “يُغري” و”يهندس” و”ينافق” من أجل أن يستدرج أموال اللبنانيّين من الخارج، أمعن في تهريب أمواله الخاصة مستعينًا، في بعض الأحيان، بأربعة من أقربائه وبصديقته الأوكرانيّة آنا كوزاكوفا التي أنجب منها، من دون زواج، فتاة، في العام 2005.

وهذا السلوك، بالنسبة لمعايير “الحوكمة” في أوروبا، جريمة مكتملة، إذ يُمنع على المسؤول أن يتصرّف عكس ما يستدرج المواطن إليه، لأنّه في هذه الحالة، يشكّل خطرًا على المصلحة العامة.

وواقعة تأمين رياض سلامة على ثروته الخاصة بإيداعها في خارج لبنان، وقد أقرّ بها “الحاكم” في بيان الدفاع عن نفسه، بعد خضوعه للتحقيق على مدى يومين في قصر العدل في بيروت، تُشكل نموذجًا عن الأسباب التي أوصلت اللبنانيّين الى الجحيم، فهم محكومون من مجموعة مالية- اقتصادية- سياسية لا تتطابق أقوالها مع أفعالها، فهي فاسدة، أنانيّة، مستقوية، مستعبدة، مجرمة، مستهترة، وبلا أخلاق.

علاقة هذه المجموعة مع لبنان هي علاقة ترف: تدفعك الى الموت، وهي آمنة. تحضك على التضحية وهي مستربحة. تغامر بأموالك، وهي متأنيّة. تحرمك من لقمة العيش، وهي متخمة. تبكيك، وهي غارقة في الضحك.

رياض سلامة مجرّد نموذج عن هذه الطبقة التي جدّدت له أربع مرّات، من دون أن يرفّ لها جفن، وهي مستعدة أن تحميه بأشفار العيون، لأنّ سقوطه هو تمهيد لسقوطها.

في الواقع فإنّ رياض سلامة لن يسقط، لأنّه سقط وانتهى. بقاء المسؤول في منصبه، في دولة مثل دولتنا، لا يعني نجاته، بقدر ما يعني إرجاء إعلان وفاته.

رياض سلامة سقط. جريمته لا تتمثّل في استغلال السلطة لجني مكاسب خاصة، بل في أنّه، بخبث لا متناه، نصب فخًا للبنانيّين!

حالة رياض سلامة يجب أن تُدرّس للأجيال، حتى يتجنّب أبناؤنا وأحفادنا من إنجاب مسؤولين من طينته!

المقال السابق
النّظام السّوري لن يقطف ثمار"اتّفاق بكين"..الأسباب!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ما بعد..السيّد!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية