على مسافة ساعات من شنّ وسائل إعلام “حزب الله” حملة عنيفة ضد تلفزيون “أم.تي.في” على خلفية تغطيتها لانقلاب شاحنة الأسلحة والذخائر التي كان ينقلها “حزب الله” من سوريا الى حيث لا يعلم إلّا هو، في بلد أحكم عليه سيطرته الكاملة، أطلّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله ليصرف “انتصاراته” في استهداف ركيك الحجة وخطر المقصد ضد هذه الوسيلة الإعلامية الرائدة، واصفًا إيّاها بالخبيثة!
فما هو هذا الخبث؟
إنّ الحريّة بالنسبة لزعيم “حزب الله” هي الخبث بذاته، لأنّها حيث تحلّ تنال من نهج يحاول هو فرضه على الجميع، وهو أخطر بكثثر من تغلغل المتفجرات والأسلحة والصواريخ بين المدنيّين، والكوارث المحتملة الناجمة عن إمكان انفجار ها فيهم، سواء بسبب حادث عرضي أو بسبب استهداف مبرمج!
والحريّة التي تمارسها “أم.تي.في” ومثيلاتها في لبنان هي بنظره خبيثة، لأنها النموذج المناهض لدويلة اللطم والموت والتحجّر.
فكيف يمكن لمن يفرض على اللبنانيّين نموذج قناة “المنار” ويدعم صحف التهديد ومنشورات تقبيل الأيادي وبيانات وزير الثقافة الخارجة من عصر الظلام، أن ينظر بإيجابيّة الى تلفزيون “أم.تي.في” الذي يحاول وشاشات تشببه أن يُبقي لبنان دولة تليق بالحياة والسعادة والحبور والفرح والفن والثقافة؟
في واقع الحال، إن تلفزيون “أم.تي.في” يواجه مشروع “حزب الله” من دون أي خبث، بل بوجه مكشوف، فهو لا يدّعي أنّه مؤيّد له وينقض عليه، وهو لا يزعم الإنتماء الى مشروعه ويضربه من الداخل!
بكل ما يختص ب”حزب الله” ليس ثمّة شاشة أوضح من “أم.تي.في” وأصدق منها، وتاليًا فاتهمامها بالخبث ليس خطأ لغويًا ارتكبه نصرالله ولكنه تعبير عن نظرة دفينة ضد سلوكها العام المروّج لكل ما يكرهه “حزب الله”: الدولة السيّدة والجيش القادر والشعب الحاكم والإقتصاد الحر والحياة اللائقة والثقافة المتحرّرة و…الرقص والحبور والأغاني!
بالأمس، كره النظام السوري هذه القناة التي رفضت أن تطبّع مع محاولة ترسيم لبنان على قياس “البعث” واليوم يكرر نصرالله حقده على “أم.تي.في” لأنّه يحلم بإطفاء شعلتها التي تُنير درب رافضي “شودرة” لبنان!