فيما يترقب الجميع طريقة “الإنتقام” الإيراني لاغتيال قيادة “فيلق القدس” في القنصلية الإيرانية في دمشق، يبدو أن مرشد الجمهورية الإسلامية وجد مخرجًا يوائم بين وجوب الرد ووجوب عدم الدخول في الحرب!
وخلافًا لسيناريوهات الحرب التي جرى التركيز عليها في إسرائيل، فإنّ خامنئي حافظ على تمسكه بما يسمّى بالصبر الإستراتيجي.
في كلمة له أمس، كشف الخامنئي عن المخرج الذي وجده: نصفع إسرائيل ولكن لا ندخل في حرب معها.
وما يصح على “صير” إيران يصح أيضًا على “صبر” حزب الله”.
أين أظهر خامنئي أنه لا يريد الحرب؟
في كلمته أمام كوادر المحافظات الإيرانية شدد خامنئي على الآتي:
أولًا، إن محاولات الكيان الصهيوني اليائسة مثل تلك التي قام بها في سوريا لن تنقذه من الهزيمة.
ثانيا، ضرورة عدم السماح بإخراج قضية غزة الهامة من اولوية الرأي العام العالمي.
بالنسبة لخامنئي، إنّ أسرائيلي تريد الخروج من مأزقها الكبير، ولذلك استهدفت قيادة “فيلق القدس” في دمشق، وبالتالي فإنّ أي حرب غير تلك التي تشهدها غزة، سوف تشتت انتباه العالم عمّا يحصل في القطاع الفلسطينين، وبالتالي، من وجهة نظره، يجب الإمتناع عن ذلك.
وعندما تحدث خا منئي عن أن الصفعة الإيرانية “لا بد منها” فعل ذلك على قاعدة الإستدراك، إذ ورد الكلام عن الصفعة في السياق الآتي:“ان هزيمة الكيان الصهيوني في غزة ستستمر وهذا الكيان سيقترب من الانهيار والزوال وإن محاولاته اليائسة مثل تلك التي قام بها في سوريا لن تنقذه من الهزيمة، وبالطبع سيتلقى الصفعة جراء هذا الاجراء”.
في هذا الوقت، قال القائد السابق لبحرية «الحرس الثوري» العميد حسين علائي، في مقال صحافي أن أفضل مسار للرد هو أن تتخذ إيران «إجراءات قانونية ودولية ودبلوماسية واسعة النطاق» ناصحا بعدم الحديث عن أي رد فعل من إيران أو قوى المقاومة و«عدم إظهار أي تسرع في الرد» أما إبراهيم متقي، الأستاذ في جامعة طهران، فيرى أن رد الفعل الإيراني يجب أن يأتي «ضمن آليات الردع المتبادل» على أن يكون الهدف خارج فلسطين المحتلة وأن «يركز على العمليات المشتركة والحرب التركيبية» وكلا الاتجاهين يشير إلى أن النخب السياسية في إيران لا تحبّذ حربا إقليمية واسعة.
ولا يبدو أن خامنئي سوف يخيّب هذه الظنون!