اعتبر الرئيس ميشال عون في حديث الى قناة الOTV ، أن “كل شيء تغير في البلد”. وقال: “الشعار الذي كنا نرفعه بداية، أي حرية سيادة استقلال، حصلنا عليه، لكن بقيت هناك بعض الشوائب بحاجة لتصحيح. واعتقد أننا يجب أن نعمل تحت شعارات أخرى أيضا حاليا، فما هو المضروب اليوم عند الشعب وفي الوطن؟ هناك الفساد والتخاذل وموت الإدارة، وكلكم تعرفون الا شيء يمشي إلا بالرشوة وحاليا أكثر من السابق. اذا، هذا هو عملنا حاليا، عندنا شباب لديهم مستقبل يهاجرون ولا يجدون عملا عندما يكبرون، وكل هذه المواضيع بحاجة لحل”.
سئل: هل التيار الذي انطلق معك لا يزال هو نفسه؟ أم ان هناك تيارا حذف ليحل محله تيار ثان، كما يقول البعض؟
أجاب: “كلا، فليسمحوا لنا أن نقول بأننا لم نغير أحدا، هناك استمرارية كافية من بقاء المؤسسين في التيار، الذين لم يتوانوا ابدا بأي لحظة عن القيام بأي شيء، وخصوصا اليوم حيث أن الذين يستلمون إدارة التيار يتمتعون بالكفاية بما فيه الكفاية”.
أضاف: “طالما الانضباط قائم في التيار، وإن كان ترك البعض او تركوا، فلا خطر عليه، بل يكون هناك خطر عند ترك الأخطاء تتراكم، لأن هذا التيار ليس قليلا وله إرث، إذ تأسس بالدم والحروب لعودة لبنان حرا وسيدا، وأعتقد أن من ينساه ينسى تاريخه وتاريخ وطنه. فكل تجمع بشري أينما كان تحصل فيه أخطاء وإذا لم تتخذ إجراءات تمنع هذا الأمر طبعا يفرط وتصبح تحركه المصلحة الفردية”.
وأكد أنه “لا يوجد انقسام في التيار. بعض المنتسبين لديهم طموحات خارج التيار، وهذا ما يجعل المسؤولين فيه يقولون لهم حققوا طموحاتكم، ولكن لوحدكم، ولا تسخروا التيار لكم، ولا تستخدموه بهذا الموضوع، لأن للتيار سياسته وهو ليس للإيجار. التيار لديه قضايا أساسية للوطن والشعب كله، ولا احتكار سياسيا فيه، فحتى لو كان الشخص رئيسه او وزيره او نائبه، يجب يكون الشخص متجردا في الحالة التي يدافع عنها ويريدها أن تنجح”.
ووصف الرئيس عون ما يجري في التيار اليوم بأنه أمر طبيعي، “فعندما تقول مجموعة كبيرة ستحصل خلافات وهناك من اعتقدوا أنهم محظيون وسيحصلون على شيء، يجب أن يكون لدى كل من في التيار القليل من التنازل الشخصي كي ينجح، والتيار الناجح هو الذين يكون أعضاؤه متجردين عن المنفعة الشخصية… ودائماً في الشجرة هناك أغصان ضعيفة وأخرى قوية. القوية تتركها تنجح وتكبر والضعيفة يتم تشحيلها، وأنا كنت مزارعا، فهناك من ينجحون وآخرون لا ينجحون، وهناك من الجدد والتيار بحاجة ليتجدد”.
وقال: “لا يجوز الاخذ برأي كل واحد على حدى، إذ يجب أن تكون المجموعة الكبيرة هي التي تتكلم وتصحح وتنجح، أما اذا لم يعجب أحدهم هذا الوضع ..فهذه مشكلته”.
وتابع “في بعض الأحيان يكون للحقيقة وجه واحد ولا نستطيع أن نقول مع الحقيقة او ضدها، فالحقيقة هي الحقيقة وعلى الجميع الالتزام بها. التشقق بالتيار او غيره يكون عندما يحاول أحدهم فرض رأيه على الآخرين، لكن طالما ضمن التيار تتم مناقشة كل الامور وتؤيدها الأكثرية الساحقة، لا يمكن ان نتبع شخصا لوحده، وعليه أن يقبل أن الحق ليس معه وأن يلتزم برأي الأكثرية. ليس من الممنوع عليه أن يتكلم لكن ضمن غرفة الاجتماع، وما يتم الحديث به في الداخل يجب أن يبقى بالداخل، لا أن يقول لاحقا هذا الأمر كان محقا والأمر الآخر لا، ولا أن نصنف بعضنا، بل نستمع لبعضنا ويتخذ القرار الأجدى والأفضل”.
وعن كلام الوزير باسيل منذ أيام بأن اللعب بداخل التيار ممنوع؟
أجاب الرئيس عون: “يقصد بأنه لا يجب أن يشهر أحد بالآخرين”.
وسئل: هل قرار فصل آلان عون من التيار عادل؟ وهل ما ارتكب من أخطاء جسيمة لدرجة تستحق هذا القرار؟
اجاب: ” لقد ارتكب عدة اخطاء، والحكم داخلي في التيار. في النهاية جمع الأخطاء وعدم قبول الملاحظات والتفرد بأشياء تضر بالتيار”.
سئل: هل هذا يعني أنك موافق على القرار؟
اجاب: “بالطبع. أنا هنا لأساعد التيار لتبيان الحقائق أولا وأخيرا. وهو قام بأمور تنقض سياسية التيار ولا يريد الالتزام بتصحيحها.
سئل: في النهاية النائب عون هو إبن شقيقتك، ألا يعطيه هذا الأمر نوعا من الحصانة أكثر؟
اجاب: “كلا. هذا يعني أن عليه ان يكون النموذج على عكس ما يقول الآخرون. نموذج يقف ويتكلم بهدوء ولا يتنقل من تلفزيون لآخر، فنحن لسنا دكانة. هل وجدت متهما يقول إنه ارتكب الخطأ المنسوب اليه؟ عندما تجد واحدا أصدقهم”.
سئل: ماذا تقول لناشطي التيار في بعبدا الذين يتأثرون بالقرار ويريدون من الجنرال عون أن يتوجه اليهم؟
اجاب: “نقول لهم أن لا احد يفصل من التيار بلا أسباب، ونحن نتحدث عنها، فهناك تيار وسياسة للتيار لا يمكن الخروج عنها، وإلا لا يعود ال شخص من التيار بل يصبح من الأفراد. إذا كان هناك من انتقاد فيجب أن يقال بالداخل، وأي أمر آخر غير مقبول”.
سئل: هل توجه لهم دعوة الى التزام المؤسسة الحزبية؟
اجاب: “طبعا، فلماذا هم في حزب؟ أليس ليجمعوا قوتهم ليقوموا بإصلاح ويقدموا شيئا للخير العام؟ لماذا تجمعوا؟ أليس لتكون لديهم قوة”؟
سئل: هل تخشى أن تكون هناك تداعيات للقرار على صعيد نواب آخرين؟
اجاب: “كلا فهذا خطر، لكن الأخطر ان يبقوا معا بهذه الطريقة. ألا تريد الصراحة؟ قلنا الالتزام بتوجيهات التيار والتوجيهات التي تمر برئيس التيار. جوهر التيار أن يكون رزمة قضبان وليس قضيبا واحدا. وأقول لأهالي قضاء بعبدا، لم نستفرد احدا، بل اتخذ الإجراء لأسباب سياسية جدية”.
سئل: هل لديك رسالة للبنانيين حول مستقبل “التيار الوطني الحر”؟
أجاب: “بالتأكيد، كونوا مؤمنين لأن الإيمان ينقل الجبال، ونحن نقدر أن نقوم بأمور كثيرة شرط الانضباط وأن نكون مع بعضنا مجموعين والا نخسر ما لدينا من رأسمال، ورأسمالنا هو الفكر والسياسة والتضامن”.
سئل: هناك شخصية سياسية وصفت هذا الاسبوع التيار بانه سرطان لبنان. كيف ترد عليه؟
أجاب: “الله يشفيه ويوجه له الخير، ليبقى بصحة جيدة ليقوم بواجباته”.