نشر الجيش الإسرائيلي ما سمّاه “تحقيقًا أوّليًّا” عن مجزرة غزة اليوم وجاء فيه الآتي:
إن الغالبية العظمى من الضحايا كانت نتيجة للدهس والصدم بواسطة شاحنات المساعدات.
بدأت الحادثة في حوالي الساعة الرابعة فجرًا، عندما وصلت حوالي 30 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى ساحل مدينة غزة، لتوصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في حي الرمال.
واندفع آلاف الفلسطينيين بالشاحنات بعد مرورها بحاجز تفتيش للجيش الإسرائيلي في وسط غزة، مما أدى إلى تدافع أسفر عن إصابة وقتل عشرات الفلسطينيين، بعضهم بعد أن دهستها الشاحنات، بحسب التحقيق.
ويخلص التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن بعض الشاحنات تمكنت من الاستمرار شمالاً، حيث ورد أن رجالاً مسلحين فتحوا النار على القافلة بالقرب من الرمال ونهبوها.
وخلص التحقيق إلى أن عشرات الفلسطينيين الذين هرعوا بالشاحنة الأخيرة في القافلة بدأوا في التحرك نحو دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي والقوات المتمركزة عند نقطة التفتيش العسكرية.
وجاء في التحقيق أن ضابطا متمركزا في المنطقة أمر بإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء بينما كان الفلسطينيون على بعد بضع عشرات من الأمتار، بالإضافة إلى إطلاق النار على أرجل أولئك الذ ين واصلوا التحرك نحو القوات.
وقام الجيش الإسرائيلي بتنسيق عدة عمليات توصيل مساعدات إلى شمال غزة في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من أن هذه الشحنة كانت أكبر من المعتاد، وسيبحث الآن عن إيجاد حل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
وفي وقت لاحق، قدم الجيش الإسرائيلي مزيدًا من التوضيحات، وورد فيها الآتي:
أدى إطلاق النار الإسرائيلي إلى سقوط نحو 10 ضحايا من بين مئات الأشخاص الذين يُزعم أنهم أصيبوا أو قُتلوا خلال تدافع جماهيري صباح اليوم في شمال قطاع غزة، وفقًا لتحقيق أولي للجيش الإسرائيلي.
في أعقاب التدافع الذي حدث عندما حاول الفلسطينيون الإسراع بشاحنات المساعدات، والذي تسبب حسب التقارير في سقوط عشرات الضحايا، بدأت مجموعة صغيرة من الفلسطينيين بالتحرك نحو قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في المنطقة.
أطلق الجنود طلقات تحذيرية في الهواء وأطلقوا النار على أرجل الأشخاص الذين اقتربوا من القوات.
ويخلص التحقيق إلى أن القوات أصابت نحو 10 فلسطينيين في المنطقة.
الأقوال الفلسطينية
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد أعلن استشهاد مقتل 104 أشخاص وإصاب ة 760 آخرين في “مجزرة” ارتكبتها قوات الاحتلال، فجر اليوم بحق ضد مئات الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون استلام المساعدات جنوب غربي غزة.
وقال المكتب في بيان صحافي: “ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مُروّعة قتل خلالها صباح اليوم أكثر من 70 شهيداً وأصاب أكثر من 250 جريحاً لمواطنين كانوا يبحثون عن لقمة العيش جنوب غرب مدينة غزة، حيث إنهم ذهبوا للحصول على الغذاء وعلى مساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان مستمر لـ146 يوماً وبعد حصارٍ وإطباقٍ من جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
ووفق البيان، “كان لدى الاحتلال النيّة المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد”.
وحمّل المكتب “الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن شخصياً والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها، المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة والمروعة وحرب الإبادة والتجويع التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن”.
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية، الخميس، “المجزرة البشعة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق مدنيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية جنوبي مدينة غزة.
وقالت الرئاسة إن “سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال”.
وحمّلت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية كاملة، والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية”. وقالت: “هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا منذ بداية العدوان الأخير على شعبنا، والذي خلّف الآلاف من الشهداء والجرحى”.
وأضافت الرئاسة: “الصمت الدولي هو الذي شجع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.
وطالبت بضرورة تدخل دولي فوري لوقف العدوان، وخاصة من الإدارة الأمريكية التي توفر الدعم والحماية لإسرائيل. وقالت الرئاسة: “مواصلة هذه المجازر تؤكد بكل وضوح أن الهدف الحقيقي لها هو ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، وهو ما لن نسمح به إطلاقا”.