غيّب الموت اليوم الشاعرة والرسامة وملكة الجمال مهى بيرقدار عن 78 عاماً، بعد رحلة طويلة مع الفنّ والجمال، تاركةً خلفها مجموعات شعرية ولوحات فنية وعائلة حملت اسم الشاعر الكبير يوسف الخال.
ولدت مهى بيرقدار في مدينة دمشق ونشأت فيها، تخرّجت من مركز الفنون التشكيليّة عام 1967، كما حصلت على دبلوم في إدارة الأعمال من كليّة الترجمة العليا في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1979.
أحبّت بيرقدار الشعر فكتبته صغيرة هو الذي حملها بجناحيه إلى عالم الشاعر يوسف الخال، وصارت أمّا لولديه ورد ويوسف.
لم تكن تعرف عندما زارت بيروت لإعداد ديوان الشاعر يوسف الخال ونشره، أنّ لقاءها به، “سيكون قدرها” كما تقول، هو الذي سألها يوم رآها: “لماذا على صبية جميلة مثلك أن تكتب الشعر”؟ السؤال الذي أشعرها بالإحباط كشاعرة، أيقظ مشاعر الأنثى في داخلها.
ثمّ قال لها: “تعالي حين ينتصف تموز، فقد أعددت لك مكاناً على شاطئ البحر أو فوق إحدى القمم، وإلا فغيبي إلى الأبد”.
رغم الاختلافات الكبيرة بينهما، تزوجت مدنياً من الخال، مؤسس مجلة شعر، عام 1970 في قبرص، وكان يكبرها بأكثر من 30 عاماً. وبعد وفاته، تولّت تربية ولديها اللذين قررا خوض المجال الفني والتمثيلي، في حين تفرغت هي لحياتها الموزعة بين الكلمات والألوان.
من دواوينها الشهيرة “عشبة الملح” التي كتبتها في ثمانينات القرن العشرين ووصفها مقدم الكتاب عبد الرحمن الربيعي بالقول: “مها بيرقدار في “عشبة الملح” قريبة جداً منا، ليس بيننا وبينها دروب وعرة، ولا ألغاز مغلقة، بل بيننا وبينها مسافة قصيرة، من الحلم إلى الحلم”.
وفي كتاب “حكايا العراء المرعب” الذي وقعته في تموز/ يوليو الماضي، كتبت بيرقدار حكايتها مع الحياة التي قالت فيها إن الحياة هي الرعب بينما الموت هو راحة.
وفي لقاء صحافي تحدثت بيرقدار عن أهمية العائلة بالنسبة لها، إذ قالت: “هذا ما بقي لي لغاية الان هالولدين (يوسف وورد) و نيكول الصغيرة ابنة يوسف، وحاسة حالي عم بمشي بالورد مع أنني مذبوحة من جوا عالآخر”..
وشارك يوسف الخال صورة لوالدته على إكس مع عبارة: “الحب.. رحلت”.
ورد الخال من جهتها، نعت والدتها الراحلة قائلة عبر إكس: ” أم الورد، راحت وأخدت معها العطر واللون وتركت الندى اللي كان غفيان ع خدّها…… امي ، أميرتي الحبيبة النائمة، إلى اللقاء….. يا رب ارحم روحها”.
نيكول سابا نعت حماتها والتي لطالما كانت تعتبرها أمها الثانية عبر إنستقرام قائلة: “الله يرحمك يا ست الستات.. ط يري حرّة واستريحي في الجنة ونعيمها وصلّي لاجلنا..
رح اشتقلك كتيررر يا حبيبة قلبي انتي امي التانية”.