منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تردد اسم مروان البرغوثي كثيرا سواء في إسرائيل أو في التعليقات السياسية والإعلامية في أوروبا، نظرا لأن الأزمة حادة، ويعتقد المراقبون أن الفلسطينيين بحاجة لقيادة قوية قادرة على توحيد صفوفهم.
ويتفق الجميع على أن البرغوثي تمكن من بناء علاقات طيبة مع كافة الأطراف الفلسطينية، وأنه كان من أنصار تحريك عملية السلام بسرعة وبقوة، وأن الإسرائيليين يرون أنه شخص يمكن الحوار معه، وربما كان هذا هو سبب سجنه.
رفضت إسرائيل مجددا طلب حركة حماس بشمل البرغوثي بقائمة السجناء الذين سيتم الافراج عنهم في حال الوصول لاتفاق هدنة جديد وتبادل للمعتقلين في السجون الإسرائيلية بالرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة.
واهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية مرة أخرى بشخص البرغوثي، وتساءلت الكاتبة راشيل فنك في صحيفة هآرتس في عنوان لها “من هو مروان البرغوثي؟ إرهابي مسجون أم مانديلا فلسطيني؟ ولماذا تريد حماس إطلاق سراحه؟”
وسردت حياة القيادي البالغ من العمر 66 عاما، وكيف بدأ نشاطه السياسي في عمر 15 وسجن لأول مرة في سن ال19 لمدة خمس سنوات، وصولا إلى اعتقاله عام 2002 واتهامه بتأسيس كتائب شهداء الأقصى العسكرية، التي نفذت عمليات مسلحة ضد مستوطنين وجنود في الجيش الإسرائيلي، وحكم عليه بخمس احكام سجن مدى الحياة.
وفي ذات الصحيفة قال الكاتب الإسرائيلي غيرشون باسكن أن الفترة بعد حرب غزة تستدعى “قيادي فلسطيني قادرا على توحيد الفلسطينيين” ويرى باسكن أن البرغوثي هو تلك القائد، كما أشار إلى أنه متهم بقضايا قتل لم يرتكبها بنفسه.
أما صحيفة معاريف الإسرائيلية، فقد ذكرت إن البرغوثي تم نقله من سجن عوفر إلى سجن آخر ووضعه في حبس انفرادي في شباط/ فبراير الماضي، وذلك بحسب الصحيفة بعد أن تلقت مصلحة السجون معلومات تفيد بأن البرغوثي يبعث برسائل عبر قنوات لإشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.
وأثنى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على قرار وضع البرغوثي في حبس انفرا دي، كما يرى أن شخص مدان بجرائم قتل لا يمكن الإفراج عنه ابدا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يودع البرغوثي في حبس انفرادي أو يتم رفض الافراج عنه، فقد رفضت إسرائيل عام 2011 إطلاق سراح البرغوثي ضمن صفقة لتبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بسجناء فلسطينيين، والتي أفرج فيها عن يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزة.
ويبدو أن إسرائيل لن تكرر الخطأ وتطلق سراح شخص يرى فيه الكثير قيادي على قدرة أن يتولى السلطة الفلسطينية خلفا لمحمود عباس، خصوصا وأن ذلك الحديث ليس جديدا، فقد طرح أسم البرغوثي من قبل، كما أنه قرر عام 2021 الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية من داخل محبسه، لكن تم إلغاء تلك الانتخابات.
وبحسب استطلاع للرأي قام به المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في كانون الأول/ ديسمبر 2023، برزت مرة أخرى شعبية البرغوثي، وأظهر الاستطلاع أنه في حال تنافس الرئيس الحالي محمود عباس ومروان البرغوثي وإسماعيل هنية القيادي بحركة حماس، يتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة إلى 71% ويحصل البرغوثي على 47% وهنية 43% وعباس على 7٪.
وربما هذا ما يدفع بعض المراقبين إلى الحديث عن الصمت المطبق السائد في رام الله حول مصير مراون البرغوثي، بل ويذهب البعض لاتهام بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الوطنية بتحريض السلطات الإسرائيلية للاعتداء عليه وإيذائه في السجن.