سلطت صحيفة “دنياي اقتصادي” في تقرير لها الضوء على الأزمة الاقتصادية الطاحنة في إيران، وقال ت إن الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 20 سنة باتوا يلجؤون إلى بيع أعضاء جسدهم من أجل تسديد حاجاتهم المالية.
وأوضحت الصحيفة أن فقدان الوظيفة وغياب الأمل في المستقبل يدفع بالشباب للتفكير بهذه الأعمال كخيارات نهائية أمامهم، وأن الشباب في إيران أصبحوا مستعدين لبيع كلاهم ونخاع عظامهم للحصول على مبالغ مالية زهيدة يسدون بها حاجاتهم المالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السماسرة وتجار أعضاء البشر أصبحوا ينشطون هذه الأيام في الأسواق السوداء لبيع الأعضاء البشرية، موضحة أن عامل السن والصحة البدنية يعتبران ميزة للبائع الذي يحصل على مبالغ أعلى من مشتري هذه الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان.
الهجرة
وأفادت عالمة الاجتماع والباحثة في القضايا الاجتماعية في إيران، فاطمة موسوي ويايه، في مقابلة مع موقع “خبر أونلاين”، أن هجرة الشباب المهرة زادت بنسبة 140% العام الماضي، وأن أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص كانوا من النساء.
وأضافت موسوي أن الكثير يلجأ إلى “استراتيجية الخروج” بسبب إحباطهم من “تغيير وإصلاح الحكومة”، مشيرة إلى أن “أولئك الذين يهاجرون يشعرون بخيبة أمل من تغير أوضاع المجتمع، ولهذا يغادرون البلاد ”.
وفي وقت سابق، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حذر سعيد معيدفر، رئيس جمعية علم الاجتماع، من أن إيران على عتبة “موجة قوية للغاية من الهجرة”.
وقال إن “اليأس الرهيب” يسيطر على المجتمع، وخاصة الشباب والنخبة.
وفي 12 مارس (آذار)، كتبت صحيفة “دنياي اقتصاد”، نقلاً عن نتائج إحدى الدراسات، أن معدل عودة الإيرانيين إلى بلدهم الأصلي، بعد خمس سنوات من الهجرة، يبلغ 16% فقط، وهي نسبة منخفضة بشكل ملحوظ.
وأشارت هذه الصحيفة إلى النمو الاقتصادي والأمل في تحسين الأوضاع في المستقبل كعوامل فعالة في عودة المهاجرين، وأضافت أن العقوبات وتعتيم الآفاق الاقتصادية في إيران أدى إلى زيادة معدل الهجرة وانخفاض رغبة المهاجرين في العودة إلى البلاد.
الإنتحار
وتحدثت موسوي عن تزايد أعداد حالات الانتحار والإدمان، واعتبرت هذه الظواهر كأمثلة على رغبة المجتمع في “استراتيجية الخروج”.
وأكدت أن “استراتيجية الخروج لا تشير فقط إلى الهجرة، فالانتحار هو أيضًا شكل من أشكال الخروج. وبالطبع فإن الشخص الذي ينتحر لا يعتبر فعلته احتجاجًا سياسيًا. إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة ولا يستطيع تحمل الاستمرار في العيش.”
وبحسب قول موسوي، فإ ن الإدمان هو أيضاً شكل من أشكال “الهروب من الواقع على حساب تدمير الجسد” و”نتيجة للعلاقات الاقتصادية والسياسية غير العادلة”.
وقد أثارت قضية انتحار طبيبة القلب برستو بخشي ردود فعل عديدة في الأيام الماضية.
وبرستو، التي كانت تبلغ من العمر 35 عامًا فقط وقت وفاتها، أنهت حياتها بتناول الدواء في أوائل العام الإيراني الجديد (بدأ في 20 مارس/آذار الماضي)
وتوقعت موسوي “اشتداد الجمود السياسي والمشكلات الاقتصادية وموجات الهجرة والإدمان والانتحار والسرقة والأزمات البيئية” خلال العام الإيراني الجديد.