"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الإستحقاق الرئاسي في لبنان وعصا ..."حزب الله"!

منى خويص
الخميس، 1 يونيو 2023

الإستحقاق الرئاسي في لبنان وعصا ..."حزب الله"!

وحدها الصين التي بات لها دور في سياسات الشرق الاوسط بعد الاتفاق الذي تمّ في عاصمتها بين السعودية وايران، لم تخرج امس ببيان حول لبنان وضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي فيه. فيوم أمس كان يوم البيانات العالمية حول الأزمة اللبنانية من الفاتيكان الى فرنسا والولايات المتحدة، وكأنه في لحظة واحدة ادارت هذه الدول محركاتها واضعة الاستحقاق الرئاسي على نار حامية. وأرفقت واشنطن الحث على انجاز هذا الاستحقاق بالتهديد بفرض عقوبات على من يعطله ممّا أعطى دفعًا من ناحية الى الفريق المعارض الذي يبدو انه حسم خياره بترشيح جهاد ازعور، فقرأ في البيانات تعزيزًا لموقفه وألهب، من ناحية ثانية فريق الممانعة المتبني لترشيح سليمان فرنجية للرئاسة فرفع منسوب التحدي الذي وصل في بعض تصاريح نوابه الى حد التهديد.

وعليه، هل تدفع هجمة البيانات الدولية والتهديد بالعقوبات الى الانفراج في ما خص الاستحقاق الرئاسي أم انها ستزيد منسوب التشاؤم والانسداد في افق الحلول ويبقى الاستحقاق معلقا على خشبة الفراغ؟ وهل ستتمكن عصا العقوبات التي رفعتها الولايات المتحدة امس من تليين موقف الفريق الممانع وتنزله عن شجرة التمسك بفرنجية والذهاب الى حوار مع المعارضة للاتفاق حول مرشح توافقي او على ازعور نفسه؟

حتى اللحظة يبدو أنّ الأمور تسير نحو مزيد من التعقيد وليس الحلحلة لسبب وحيد ان “حزب الله” لم يتخل يومًا ولن يتخلى عن مكتسباته في الجمهورية، وهو إن تخلى عن فرنجية، وهذا امر لا يبدو انه ضمن حساباته على الاقل حاليًا، فإنّه يريد من أيّ رئيس توافقي ما يريده بالضبط من سليمان فرنجية. فحزب الله لن يقدم أيّ شيء من دون ثمن وهو الذي لا يترك مناسبة ليؤكد بأن الامر له في لبنان، اما بالنسبة للعقوبات فالكل يدرك كيف يتعامل معها، حتى الرئيس نبيه بري المعني والأكثر تعرضًا للأذية في حال مسّته العقوبات، يجد أنّ مفاعيلها عليه وتداعياتها قد تكون اقل مما قد يواجهه مع الحزب خصوصا انّه هو من سبق الحزب الى تبني فرنجية والاخير التحق به.

قصارى القول ان “حزب الله” بعد تجربة ميشال عون لن يسمح بأن تعود وضعية الرئاسة الى ما كانت عليه قبله. صحيح ان المسيحيّين يعتبرون انّ لهم الأحقية في اختيار اسم رئيس الجمهورية الا انّهم لن يتمكنوا من ذلك من دون ان يكون للحزب والثنائي الشيعي الكلمة الفصل فيه لأسباب يعرفونها هم واللبنانيون جميعا، من هنا فإن تفاؤل المعارضة بانجازها حتى اللحظة ليس في مكانه وانجاز غير مكتمل ودونه عقبات كثيرة، فاذا كانت الولايات المتحدة ترفع عصا العقوبات لتدفع باتجاه انجاز الاستحقاق فللثنائي الشيعي و”حزب الله” تحديدًا عصا غليظة، تبدأ بالتعطيل ويمكن ان تنتهي بما هو أسوأ بكثير، ويبدو أنّ لبنان مقبل في هذه الاجواء على مزيد من التعقيد والتأزم والتدهور على كافة المستويات الى ان يتصاعد الدخان الابيض للتسويات.

المقال السابق
أين تتموضع فرنسا رئاسيًّا في ضوء ترشيح جهاد أزعور ولقاء ماكرون والراعي؟

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

جرحى حزب الله بالأرقام وليس بالأسماء

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية