الإقتصادي الخوري لـ"نيوزاليست": صيرفة أنشئت لزيادة الإيرادات و"المنافع".. لا لإستيعاب السوق السوداء!

وسط عودة المصارف الى الإضراب الثلاثاء احتجاجًا على القرارات القضائية “التعسّفية” بحقها الى حين اتخاذ التدابير القانونية السريعة، عاود سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى الإرتفاع ليلامس الـ 86 ألف ليرة بعد استقراره قرابة أسبوعين عند حدود الـ 80 ألفاً، فيما لا يزال سعر منصة “صيرفة” عند 70 ألف ليرة.

رأى الخبير الإقتصادي الدكتور بيار الخوري لـ”نيوزاليست” أنه “بعد سنة ونصف على اطلاق منصة صيرفة، فمن الواضح أنها فشلت في استيعاب السوق السوداء التي استتبعت صيرفة في كل مرة تتجه فيها الى الارتفاع”.

وأوضح أن “صيرفة تلعب دورها بامتياز باعادة ترميم ايرادات الدولة وتحويلها لايرادات تتوافق مع الإرتفاع في معدلات التضخم، لأن الهم ليس تحريك الإقتصاد بل زيادة ايرادات الدولة”، لافتاً الى “أن السلطة السياسية تسعى لاعادة ترميم ايراداتها وزيادتها بغية توزيع المنافع”.

مع ضعف احتياط المصرف المركزي، سيكون لبنان أمام مدة أقصر بين ارتفاعين لسعر صيرفة وقدرة أقل على سحب السيولة

وشدد على أن” الإتجاه العام قائم على ارتفاع في السوق السوداء يليه ارتفاعاً بسعر صيرفة، ثم ارتفاع جديد للدولار في ظل ضخ متواصل للسيولة بالليرة اللبنانية”.

غياب آفاق الحلول وغياب القدرة على صناعة السياسات، فالإتجاه الى المزيد من ارتفاع السوق السوداء وصيرفة

وأكد الخوري أنه “مع ضعف احتياط المصرف المركزي، سيكون لبنان أمام مدة أقصر بين ارتفاعين لسعر صيرفة وقدرة أقل على سحب السيولة، لأنه كلما ارتفع الدولار الأسود أو دولار صيرفة، فإن المركزي بحاجة لضخ سيولة اضافية بالليرة لتمويل الحركة الإقتصادية والضرائب والأجور الجديدة وغيرها”، مشيراً الى “أن ذلك سيؤدي الى ارتفاع اضافي في سعر الصرف وهكذا دواليك، بفعل تبادل الأدوار بين صيرفة والسوق السوداء”.

واعتبر “أنه بسبب غياب آفاق الحلول وغياب القدرة على صناعة السياسات، فالإتجاه الى المزيد من ارتفاع السوق السوداء وصيرفة، كما المزيد من خطر التضخم المفرط”.