"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الإنذار الأخير لمعارضي "ترئيس" سليمان فرنجيّة

فارس خشّان
السبت، 6 مايو 2023

الإنذار الأخير لمعارضي "ترئيس" سليمان فرنجيّة

دخلت المملكة العربية السعودية، بقوة على خط الإنتخابات الرئاسيّة في لبنان، وهي باتت تتفق مع الرئاسة الفرنسيّة، حتى تاريخه، أقلّه على نقطتين: وجوب إنجاز الإستحقاق قبل نهاية شهر حزيران( يونيو) المقبل لاستباق الفراغ في سدّة حاكميّة مصرف لبنان، وضرورة أن يقدّم الرئيس الجديد ضمانات موثوق بها، إنقاذًا للبنان أوّلًا وحماية للعلاقات اللبنانية- العربية، ثانيًّا.

جولة السفير السعودي وليد بخاري المستمرة على القيادات والقوى اللبنانية، بعد عودته من بلاده، صبّت في هذا السياق، وما إسقاط الفيتو الذي تمّ الكلام عنه لفترة طويلة، إلا لتأكيد هذا الإلحاح السعودي على إنجاز سريع للإستحقاق الرئاسي في لبنان.

السفير بخاري الذي أبلغ الجميع بعدم وجود فيتو على فرنجيّة، ذهب أبعد من ذلك، في لقاءات جمعته مع سفراء عدد من الدول المعنية بالملف اللبناني، إذ إنّه، فيما كان يبدي ارتياحه الى الضمانات التي قدّمها فرنجية للرئاسة الفرنسيّة، طالب بتأكيدات على جدّية هذه الضمانات في المرحلة المقبلة، الأمر الذي أثار حماسة موسكو فقررّت تفعيل دورها اللبناني في سوريا وإيران بالتعاون مع الصين .

ولا يتناقض الموقف السعودي هذا مع التطورات في الإقليم، ففرنجية، عمليًّا، مرشّح المحور الذي تعيد الريا ض علاقاتها به، أي إيران وسوريا، وتاليًا فإنّ القيادة السعودية كما أسقطت مقاطعة هذين النظامين أسقطت ليس الفيتو عن فرنجية فحسب بل تحفظاتها الجوهريّة أيضًا.

هل هذا يعني أنّ الرياض، في حال حصلت على ما يضمن ضمانات فرنجية المقدّمة الى الرئاسة الفرنسيّة، سوف تدعم وصوله الى رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة؟

حتى تاريخه، الجواب ليس إيجابيًّا عن هذا السؤال، إذ لا تزال الريا ض تفضّل غيره من لائحة تتوافق مع توجهات القوى الصديقة لها في لبنان، ولكنّ السعوديّة، وفق ما تسرّبه أوساط دبلوماسيّة، “محبطة” من أداء هذه القوى، إذ تبدو عاجزة عن تقديم تصوّر حقيقي لمرشح يمكن منافسة فرنجية به.

ولم يكن من باب البلاغة الإعلان عن أنّ السعوديّة ستتعامل مع أيّ رئيس ينتخبه المجلس النيابي، مهما كان اسمه، إذ إنّ هذا الإعلان أضعف منطق معارضي فرنجية، فهم كانوا يسوّقون موقفهم منه على أساس أنّه خدمة للبنان، على اعتبار أنّ وصوله سوف يتسبّب باستمرار المقاطعة الخارجية للبنان وحجب الدعم المطلوب.

الموقف السعودي الذي أسقط هذه المقولة بعد إسقاط الفيتو عن فرنجية أدخل معادلات جديدة على ملف الإستحقاق الرئاسي.

ووفق أوساط ناشطة في الموضوع الرئاسي، فإنّ معارضي سليمان فرنجية، إلى أيّ موقع انتموا، تلقوا “الإنذار الأخير”، فهم إمّا يحسمون خياراتهم ويقدمون إسمًا قادرًا على منافسة فرنجية أو يدخلون في “مرحلة الخطر”، بحيث يصبح فرنجية مرشح الفرنسيّين والإيرانيّين والعرب والخليجيّين في آن.

وينبّه سفير دولة كبرى في لبنان إلى أنّه سمع، هذه المرّة، كلامًا سعوديًّا مختلفًا عن السابق، إذ إنّ السفير السعودي إنتقد، للمرّة الأولى، في جلسة جمعتهما،معارضي فرنجية وعجزهم، بحيث يلقون على الآخرين مسؤوليّة الوقوف في وجه من لا يريدون وصوله إلى القصر الجمهوري.

وهذا الإنتقاد السعودي لمعارضي فرنجية يتماهى كليًّا مع الموقف الفرنسي الذي يعمل على صفقة متكاملة من شأنها أن توصل الرئيس تمّام سلام ( الخيار السعودي الفعلي) الى رئاسة الحكومة بعد وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

وإذا انقضى “الإنذار الأخير” واقترب شهر حزيران، فإنّ ترشيح فرنجية سوف تحميه غالبية 65 صوتًا، إذ سينضم عدد من النوّاب ممّن سبق أن أبدوا رغبة بذلك، إلى مؤيّديه، ويعجز معارضوه من الوقوف في وجهه إذ لن يتمكّنوا، في هذه الحالة، من توفير الثلث المعطّل الذي يهددون به.

إذن، إذا بقيت الأمور الإقليمية على مسارها الحالي، فإنّ بإمكان فرنجية أن يتفاءل، كما بإمكان معارضيه، إذا لم يتجمّعوا على تقديم منافس حقيقي له، أن يتشاءموا!

المقال السابق
تقهقر الصحافة!

فارس خشّان

كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

من هو "فادي" الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية