يمكن لضغوط العمل أن تؤثر بالسلب على الحالة النفسية. ولكن عندما يصل الأمر للاستنزاف الذهني، فربما من الأفضل للجميع الحصول على قسط من الراحة تجنبًا للعواقب، وفقا لدراسة حديثة. فكيف للإجهاد الذهني أن يحولك لشخص عدواني؟
في محاولة لاستكشاف نظرية” استنزاف الأنا” عن الطاقة الذهنية المحدودة للبشر وما يترتب على استنزافها من ضعف في قوة الإرادة وبالتالي سوء الاختيار، حاول علماء اكتشاف كيف يؤثر استنزاف الأنا” على نشاط الدماغ.
ففي دراسة حديثة بكلية “آي إم تي” للدراسات المتقدمة في إيطاليا، توصل باحثون إلى أن اتخاذ العديد من القرارات الصعبة في وقت واحد يمكن أن يؤدي إلى استنزاف ببعض مناطق الدماغ، وفقًا لموقع نيويورك بوست. ولإجراء الدراسة، المنشورة على موقع “بناس” العلمي، طلب الباحثون من المشاركين الخضوع لسلسلة من المهام الذهنية لمدة ساعة مصممة لـ ”استنزافهم ذهنيًا”، ثم المشاركة بعد ذلك في ألعاب تتطلب درجات متفاوتة من التعاون. وقام الباحثون بقياس النشاط الكهربائي في أدمغة المشاركين أثناء اللعب، ليجدوا أن المشاركين المرهقين ذهنيًا أصبحوا أقل تعاونًا وأكثر عدوانية بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
وتشرح الباحثة في كلية “آي آم تي” الإيطالية والمشاركة في الدراسة، إيريكا أوردالي، الأمر قائلة: ”تُظهر دراستنا أن التعب الذهني له تأثير يمكن قياسه على السلوك، وعندما تبدأ درجة معينة من التعب، يكون الناس أكثر عرضة للتصرف بطريقة عدائية”.
كما يقول الباحث المشارك في الدراسة، بييترو بيتيريني: ”هذه النتائج لها آثار مهمة على مواقف متعددة في الحياة اليومية، بما في ذلك المعاملات الاقتصادية والاتفاقيات القانونية، لأنها توضح أنه عندما يكون الدماغ متعبًا، فقد نتخذ خيارات تتعارض حتى مع مصلحتنا الخاصة”.
ويشير موقع ويب ميد الطبي إلى الآثار التي يمكن أن تترتب علي الإصابة بالإجهاد الذهني، ومن بينها سرعة الغضب وإنعدام القدرة على الصبر أو عدم القدرة على إنجاز العمل أو انخفاض التركيز وبطء الاستجابة أو الأرق وصعوبة النوم أو الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
إلا أن بعض العلماء لا يؤمن بنظرية ”استنزاف الأنا” والتأثير الكبير للإجهاد الذهني على السلوك، ويأكدون على حاجة الأمر للمزيد من الدراسة والبحث، وفقًا لموقع صحيفة الغارديان.