"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الإغتيال...المنتظَر!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 2 يناير 2024

عندما تلتزم الحكومة الإسرائيليّة الصمت بخصوص أيّ اغتيال منسوب إليها، فهي، وفق ما أظهرت التجارب، تعترف بفعلتها، ولكن من دون “تبجح” تاركة للفعل أن يتحدّث عن نفسه!

واغتيال القيادي الكبير في “حركة حماس” صالح العاروري لم يخرج بعد عن هذا السياق من الإعترافات الضمنية!

وبالفعل، فإنّ اغتيال العاروري، في قلب الضاحيّة الجنوبية في بيروت يقول الكثير عن إسرائيل التي تريد تصوير نفسها على أنّها إنْ هددت نفّذت، وإنْ تكلمّت فعلت!

وإسرائيل سبق لها أن تعهّدت باغتيال العاروري ووضعته في مقدمة أهدافها الخارجيّة التي جرى تسليمها للموساد الإسرائيلي مع أوامر علنيّة صادرة عن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتياهو تقضي بالتنفيذ “عاجلًا أم آجلًا”، وفي “أي مكان”.

واغتيال العاروري ليس رسالة لقيادات “حماس” فحسب بل هي رسالة الى “حزب الله” أيضًا، إذ إنّ الحكومة الإسرائيليّة التي وافقت على اغتيال هذا القيادي في عقر “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت، تفيد بأنّها تستدعيه إلى حرب واسعة، إن رغب بذلك.

لا تستطيع إسرائيل أن تبادر الى توسيع الحرب ضد لبنان، لأنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تصر على منع هذا التصعيد، ولهذا فهي تستدرج “حزب الله” الى أن يبادر هو الى توسعة هذه الحرب، من خلال إحراج الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي كان قد تعهّد، في وقت سابق، بالرد بعنف على أي استهداف لأي شخصية لبنانية أو فلسطينية أو إيرانية أو سورية في لبنان.

قد لا يكون توقيت اغتيال العاروري الذي يأتي عشية الذكرى الرابعة لاغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” الجنرال قاسم سليماني، له مغزى ، إذ إنّ عمليات مماثلة لا يتم توقيتها إلّا على أساس توافر الفرصة السانحة، ولكن للتوقيت أهمية عند “حزب الله” إذ يضعه وإيران في موقع الإرباك، إذ إنّ التهديدات الشفوية أصبحت “أكثر من اللازم”!

ولكن ماذا يستطيع “حزب الله” أن يفعل؟ أن يفتح حربًا مع إسرائيل، والحرب مفتوحة ضدها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي؟ أن يوسّع رقعة القصف ليطال مناطق إسرائيليّة بعيدة، وهو الذي امتنع عن ذلك، على الرغم من الإجتياح البري لقطاع غزة وتهجير مليونين من سكانها وتهديم أكثرية أبنيتها وقتل أكثر من 22 ألفًا من شعبها، لأنّ توسيع رقعة القصف وما سيجلبه من ردة فعل لا يتناسب ومصلحته ومصلحة شعبه وإرادة إيران؟ هل سيهدد بحرب إقليمية كبرى، في وقت ظهر المدى الأقصى لقدرات “محور المقاومة” على التحرك، بأدلة متراكمة منذ السابع من تشرين الأول الماضي؟ وهل سيهدد إسرائيل بوجوب أن تقف على رجل واحدة، وهي المستنفرة على الحدود اللبنانية وفي قلب قطاع غزة وقلب الضفة الغربيّة؟

إنّ صالح العاروري كان هدفًا معلنًا. لم تبق وسيلة إعلام عالمية إلا وتحدثت عن أنّه مدرج في قائمة الإغتيالات. ولم تبخل إسرائيل على أعلى مستوياتها في إعلان نيتها على تنفيذ اغتيالات في الخارج، وهي إذ تمتنع حتى إشعار آخر عن القيام بأي عملية في قطر وتركيا، فإنّ المنطق طالما أفاد بأنّها ستأخذ راحتها في لبنان وسوريا.

وعليه، هل كان صالح العاروري محميًّا بالقدر اللازم؟ هل أحيطت تحركاته بالسريّة المطلوبة؟ هل كانت تنقلاته معروفة؟ وكيف يمكن لإسرائيل أن تخرق أمن الضاحية الجنوبيّة التي لا يدخلها معارضو “حزب الله”؟

كثيرة هي الأسئلة التي تحيط باغتيال العاروري الذي لم يفاجئ أحد إلّا بقدرة إسرائيل على تنفيذه!

المقال السابق
ماكرون يطلب من إسرائيل "تجنّب أيّ سلوك تصعيديّ في لبنان"
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية