يمكن إطلاق مصطلح “الحزبوفوبيا” على ما يحصل حاليًا في كل لبنان. نسي الجميع مواضيع عسكرية مهمة، مثل التوغل الإسرائيلي في القرى الجنوبية، وأسر الجيش الإسرائيلي لمقاتلين من “حزب الله”، والمجازر التي ترتكب في المدن والبلدات الجنوبية التي لم يتم إخلاؤها، والمساعي المستعصية لوقف إطلاق النار، ودفن السيد حسن نصرالله ومصير وفيق صفا وهاشم صفي الدين، وباتوا يركزون على موضوع واحد لا غير: هل يسكن بيننا كادر أو مسؤول أو متعاون مع حزب الله؟ السؤال يعم لبنان من أقصاه الى أقصاه، لأنّ إسرائيل قدمت ما يكفي من نماذج مؤلمة عن عدم اهتمامها بالبشر او بالحجر، إن اشتبهت بوجود أي شخص على صلة بحزب الله، في الأماكن التي تأوي النازحين. وتلعب مخابراتها، في سياق أعنف حرب على “حزب الله” على هذا الترهيب بقوة، فهي تطارد اللبنانيين بالإتصالات الهاتفية وتسمّي لهم من يسكن بجوارهم، أو تسألهم عنهم، وتطلب منهم إما أن يرحلوا هم أو أن يُقدموا على ترحيل “الهدف المحتمل” من جوارهم ، على قاعدة” قد أعذر من أنذر”