تتجه الأنظار الى ترجمة الدعوة الى الحوار التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيداً لتشكيل أرضية تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن كل المؤشرات توحي عكس المعلن، فمحور الممانعة لا يزال يستخدم منطق التهديد والشروط لتغليب رأيه والتحكم بمسار ملف جعله رهينة لمصا لحه.
وعلى الرغم بالترحيب الحذر بالدعوة، الا أن التعويل عليها ليس بكبير في ظل العقبات التي تحول دون المضي بها، والعين على ما ستحمله التطورات قبيل قدوم المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وما سيحمله في جعبته في زيارته المرتقبة الى بيروت.
بالتوازي، قال البطريرك الراعي في: “يتكلمون عن الفساد ولا يعلم أحد من هم المفسدون”، مشيراً الى أن “الحوار المدعوون عليه نواب الامة إذا حصل من الضروري المجيء اليه من دون احكام مسبقة وروح التجرد من المصالح الشخصية والفئوية، وأن الحوار يتطلب الصراحة والاقرار بالاخطاء الشخصية والبحث عن الحقيقة الموضوعية”.
وسط هذا الموقف الواضح والصريح، يبقى الحوار رهن “معايير” الداعين اليه، والأيام المقبلة ستظهر مدى التجاوب مع مقتضيات المرحلة التي ستحدد مسار الأمور في لبنان ومصير الرعاية الدولية لملف خاضع لمعايير تتحكم بها ايران بشكل مباشر، على الرغم من أنها أعلنت على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من بيروت أن طهران تدعم اتفاق اللبنانيين ولا تتدخل بشؤونهم الداخلية، وهو كلام يُنتظر في حال “دقته” أن يترجم بحوار سريع يفضي الى انتخاب رئيس، وإلا سيكون أشبه بـ”حوار طرشان” بقيادة طهران.