"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"الحُنجريّون" العاجزون!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 3 مايو 2024

اعتبرت الغالبية في لبنان أنّ تقديم الإتحاد الأوروبي “حزمة مساعدات” بقيمة مليار دولار، بدءًا من هذا العام حتى 2027، بمثابة رشوة لإبقاء اللاجئين السوريين، في لبنان. ذهب البعض الى أبعد من ذلك، فوصف بأنّ هناك “مؤامرة كونية” لتوطين هؤلاء السوريّين في لبنان!

وبناء على هذا التشخيص، تمّ تقديم جملة من “الحلول”، والأكثر رواجًا من بينها، الدعوة الى فتح البحار لإغراق أوروبا باللاجئين، وإجبار الدول المانحة على رفع الحصار عن النظام السوري وإرسال الأموال المرصودة للاجئين في لبنان إليه، حتى يتمكن من إعادتهم الى بلادهم.

وأنت تستمع إلى هؤلاء، وهم يقدون المراجل، تحسب، فعلًا، أنّهم أمعنوا تفكيرًا في ما ينطقون به، ولكن تكتشف لاحقًا أنّ هؤلاء مجرد حناجر على شكل أجساد!

وإذا راجعت الأرشيف تجد أن هؤلاء لا يملون أبدًا من تكرار الأقوال نفسها، كلّما سنحت لهم الفرصة، من دون أن يخطوا خطوة واحدة في اتجاه التنفيذ، إلّا “فش خلقهم” بين الحين والآخر ببعض اللاجئين المساكين، بعد أن يكونوا قد أمضوا سهرتهم في “رومانسيّات” الإنتاج التلفزيوني السوري- اللبناني المشترك!

هؤلاء أنفسهم، يتجاهلون أنّ حلّ مشكلة بسيطة تحتاج الى دولة سيّدة، فكيف بالأحرى مشكلة بحجم اللاجئين السوريين؟

يقفون عاجزين أمام “حزب الله” وإيران، ليظنوا أنفسهم عمالقة أمام ملف اللاجئين السوريين!

إنّ فتح البحار أمام الهجرة غير الشرعية ممكن، ولكن أيّ شخص، فيه بقية عقل في دماغه، يعرف الكلفة الخطرة لعمل مماثل، ليس على البلاد، وقد أصبحت “آخر هم على القلب”، بل على سائر اللبنانيّين، بحيث تجعلهم شعبًا منبوذًا، في كل العالم!

كما إنّ إعطاء الاموال للنظام السوري ليموّل إعادة من يفترض بهم أن يكونوا مواطنيه وأبناءه، مستحيل. اللاجئون السوريون أنفسهم يرفضون ذلك. يعرفون أنّ هذا النظام سوف يسرق غالبية الأموال، من جهة ويستعبدهم، مثل الغنم، لتقديم ما مُنع نهبة من الأموال، من جهة أخرى. والدول المعنية بمساعدة اللاجئين السوريّين، لن تقدم أموالًا لنظام يرفض أن يغيّر نفسه، ليصبح مقبولًا من شعبه، وضامنًا لأمنهم وسلامتهم والحد الأدنى من حقوقهم.

ولذلك، بدل هذا الضغط اللفظي الشعبوي غير المنتج، ليس على اللبنانيين لحل مشكلة اللاجئين السوريين، سوى السير في نهج معروف: إعادة الإعتبار الى دولتهم، استعادة السيادة، تحرير الحدود من الميليشيات والمافيات وقطاع الطرق وتجار البشر، الضغط على النظام السوري لتطبيق القرارات الدولية، تطبيق نظام الإقامة في لبنان بشكل صارم، وتطبيق قانون العمل، وإحياء البلديات وتوسيع دورها في حفظ الأمن المحلي، وخلاف ذلك من واجبات الدولة.

إنّ تكبير الكلام لا يحل مشكلة اللاجئين السوريّين بل يثبت أنّ هؤلاء “الحنجرويين” ليسوا سوى مجموعة من العاجزين المملينّ!

إنّ الحل الحقيقي لمشكلة اللاجئين يبدأ من ثلاث نقاط: نجاح الثورة السورية التي تحاول السويداء ضخ الحياة فيها، تحرير سيادة الجمهورية اللبنانية من “محور الممانعة”، ولجوء المجتمع المدني اللبناني الى عناصر قوّته بدل ترك نفسه ضحية لحناجر هؤلاء العاجزين!

المقال السابق
الجيش الإسرائيلي أنجز تدريبًا يحاكي سيناريو الانتقال السريع إلى الهجوم في لبنان
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ما بعد..السيّد!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية