كما سبق أن أفاد “نيوزاليست”، وصل رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري ، مساء اليوم الأحد الى بيروت، على وقع تحضيرات ناشطة في العاصمة المناطق اللبنانيّة، من أجل حشد أكبر ممكن، في ساحة الشهداء، على تخوم ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الذكرى التاسعة عشرة لاغتياله.
وكان الحريري قد حضر، في مثل هذا الوقت، الى بيروت، قبل سنة، حيث أمضى أقل من أسبوع في دارته في وسط بيروت، قبل أن يُقفل عائدًا الى العاصمة الإماراتية، حيث يقيم، منذ قرر تعليق عمله السياسي في الرابع والعشرين من كانون الثاني 2022.
وتتميّز “زيارة العام 2024” عن سابقتيها( 2023 و2022) ، بالحديث عن بدء الحريري العمل على تعليق التعليق السابق، ويعمل “تيّار المستقبل” على نسب هذه “العودة المحتملة” الى الناس الذين سينزلون الى الضريح من أجل القول للحريري: إرجع!
المعلومات المتوافرة تفيد بأنّ زيارة الحريري هذه السنة ستكون لمدة أطول نسبيًّا من الفترة التي أمضاها في زيارته السابقة، إذ سيمكث في لبنان أكثر من عشرة أيّام حافلة بالمواعيد واللقاءات والإجتماعات والزيارات “البروتوكوليّة”، ولكنّه لن يبقى في العاصمة اللبنانيّة، بل سوف يعود الى العاصمة الإماراتية لمواصلة أعماله الخاصة.
وفيما لم يصدر عن الحريري أي موقف بعد بخصوص “تعليق التعليق”، فإنّ أوساطًا مقرّبة منه لفتت الى أنّ عودته النهائية الى الحياة السياسية تقتضي منه فتح ورشة تنظيمية حقيقية، تعيد الزخم الى تيّاره السياسي، بحيث يؤهل ماكاينته لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة، في حال قرر الحريري خوضها.
وبدأت الشخصيات السياسية اللبنانية والوفود الشعبية تطلب مواعيد للقاء الحريري، وأفيد أن “أجندته” إمتلأت من الإثنين 12 شباط الجاري حتى يوم الأحد المقبل الواقع فيه الثامن عشر من الشهر نفسه.
ولم تبيّن بعد “أجندة” الحريري إن كان سيُلقي خطابًا، بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد والده، أو إن كان سيكتفي بدردشة مع الصحافيين والإعلاميين الذين اعتمدتهم وسائل الإعلام لتغطية الحدث.
ويركز المراقبون على “أجندة” الحريري لمعرفة ما إذا كان السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، سوف يزور “بيت الوسط”، الأمر الذي لم يحصل في السنة الماضية.
وكانت علاقات الحريري بالمملكة العربية السعودية قد تدهورت إلى مستوى “القطيعة” في السنتين اللتين سبقتا قرار تعليق عمله السياسي، لكن الرياض تنفي أن تكون قد طلبت من الحريري إقفال بيته السياسي، واكتفت بالإشارة الى أنّها أدخلت تعديلات جذرية على طريقة تعاملها السابق مع الشخصيات والقوى اللبنانيّة.
ويفيد عاملون على مستوى التحشيد الشعبي أنّه في حال جرت ترجمة عاطفة الناس الجيّاشة تجاه الحريري، فإنّ أكثر من ثلاثين ألف شخص، سيحتشدون، على الرغم من الظروف الصعبة في البل اد، في وسط بيروت، يوم الأربعاء المقبل.
إقرأ/ي أيضًا:
“المؤقت والدائم” في زيارة سعد الحريري الوشيكة الى بيروت
ماذ تغيّر حتى يتغيّر سعد الحريري؟
هل بدأ سعد الحريري التمهيد لإنهاء “تعليق عمله السياسي”؟